ج : السنة في القراءة التوسط ؛ عدم الجهر الذي يشق على الناس ، وعدم السر الذي يخفى على الناس ، مثل ما جاء في الحديث : أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عمر ، وأمر الصديق بالتوسط في القراءة ، بل في السنة أن يقرأ قراءة تنفعه وتنفع الحاضرين ، ولا تشق عليه ، وإذا رأى أن السر أخشع لقلبه ، وأنفع له أسر بذلك ، فإن رأى أن الجهر أنفع له وأخشع لقلبه جهر بذلك ، بشرط ألا يؤذي أحدا من الناس ، أما إن كان بين المصلين وبين القراء فلا يجهر عليهم ، ولا يشق عليهم ويشوش عليهم ، فقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه خرج ذات يوم (الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 226) إلى المسجد ، وفيه أناس يصلون بعضهم يصلي ركعتين ، والآخر يصلي ثلاثا ، فقال صلى الله عليه وسلم : ألا كلكم مناج ربه فلا يؤذين بعضكم بعضا ولا يرفعن بعضكم على بعض في القراءة أو قال في الصلاة المقصود : فلا يؤذي بعضكم بعضا . فالقارئ عليه أن يتحرى عدم إيذاء إخوانه من مصلين أو قراء .