ج : الله أعلم ، لكن يغلب على الظن والله أعلم أن هذه الأوقات يكون فيها الاستماع متيسرا والفهم في المغرب والعشاء والفجر ، فينتفع المأمومون بالقراءة بخلاف الظهر والعصر ، فإنها أوقات مشاغل بحاجات الدنيا ، وقد لا يكون عندهم من الاستماع والإنصات والفهم ما عندهم في المغرب والعشاء والفجر ، فمن حكمة الله أن جعل القراءة سرية حتى يتأمل هذا ، ويتأمل هذا ، الإمام يقرأ ويتأمل ، والمأموم كذلك ، بخلاف المغرب والعشاء ، فإن مجيء الليل وأول النهار وقت الراحة ، ووقت الهدوء ، فالأقرب والله أعلم أنه يتيسر لهم من الاستماع والإنصات ، والاستفادة ما لا يتيسر لهم في الصلاتين النهاريتين : الظهر والعصر ، والحكمة في هذا لله سبحانه ، هو أحكم وأعلم جل وعلا ، هو الحكيم العليم سبحانه وتعالى في ذلك . ولكن الأقرب والله أعلم أن هذا هو السر في الجهر في المغرب والعشاء في الأولى والثانية ، والجهر في الفجر والجهر في الجمعة ؛ لأنه صلاة يجتمع فيها الناس من كل مكان ، من الحكمة أن يجهر فيها بالقراءة حتى يستمعوا ويستفيدوا ، وهكذا صلاة العيد وصلاة الاستسقاء ، لأنها صلوات يحصل فيها الاجتماع والكثرة ، فمن رحمة الله أن شرع فيها الجهر .