ج : أما المخالفة في الفروع فلا ، المخالفة في الفروع لا توجب الفرقة والاختلاف ، ولا توجب العداوة والبغضاء ، فإذا كان بعض المصلين (الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 158) يطلق يديه ولا يجعلهما على صدره ، ولا تحت سرته ، بل يطلقهما كما هو معروف في مذهب مالك عند المالكيين فلا بأس بذلك ، لا يوجب هذا عداوة ولا بغضاء ؛ لأنهم تبعوا غيرهم من العلماء ، وقلدوهم بذلك ولهم شبهة التقليد ، فلا ينبغي التقاطع في هذا ، ينبغي التساهل والتسامح والتعليم بالكلام الطيب ، يوجه من فعل ذلك ، إلا أن الأفضل والسنة أن يضم يده اليمنى على اليسرى على صدره ، هذا هو الأفضل ، وهذا هو السنة ، كما ثبت ذلك في حديث وائل بن حجر ، وحديث قبيصة بن هلب الطائي عن أبيه ، ومرسل صحيح عن طاوس رحمه الله ، المقصود أن هذا هو الصواب ، وأنه يضع كفه الأيمن على كفه الأيسر على صدره ، هذا هو الأفضل ، ولكن إذا أرسل يديه ، أو جعلهما تحت السرة فلا ينبغي أن يكون في هذا نزاع ولا مخالفة ولا قطيعة ، ولا تباغض ، بل إنما هو دعوة بالتي هي أحسن ، ومذاكرة في هذه الأمور وأشباهها . وهكذا من لا يرفع يديه عند الركوع ، أو عند الرفع منه ، أو عند القيام من التشهد الأول ، كل هذا وإن كان خلاف السنة ، لكن لا يوجب تقاطعا ولا بغضاء ولا انشقاقا ، وهكذا غير ذلك ، كجلسة الاستراحة وأشباه ذلك من الأمور الفرعية التي قد يقع النزاع فيها ، والخلاف فيها بين العلماء لكن من طريقة أهل العلم أنهم لا يتباغضون ولا يتقاطعون (الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 159) ولا يتهاجرون ، بل يتباحثون ، وكل واحد يقصد الخير لأخيه ، وينصح ويطلب الدليل ، والله المستعان .