ج: إذا فرغ المؤذن من الأذان ينتهي إذا قال: لا إله إلا الله . يقفل الميكرفون لا يزيد شيئا، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ عادي يسمعه من حوله؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي؛ فإنه من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، فأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة فالصلاة على النبي ليست من ألفاظ الأذان، الأذان ينتهي عند: لا إله إلا الله . والمجيب يقول: لا إله إلا الله . ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم لكن من دون رفع صوت زائد على العادة، بالصوت العادي، والمؤذن كذلك إذا فرغ يأتي بصوت عادي ليس بصوت الأذان، بل بعدما يسكت يأتي بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (الجزء رقم : 6، الصفحة رقم: 394) بصوت عادي، وإن كان في غير الميكرفون لا يرفع صوته بعد: لا إله إلا الله . لئلا يظن هذا من الأذان، الأذان انتهى عند: لا إله إلا الله . فالمجيب يقول: لا إله إلا الله . والأفضل فقط، لا يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وإنما يقول فقط مثلما قال المؤذن، الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول فإذا قال: لا إله إلا الله . يتبعها بقوله: اللهم صل وسلم على رسول الله، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته . هكذا روى البخاري في الصحيح، قال صلى الله عليه وسلم: من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته . حلت له شفاعتي يوم القيامة زاد البيهقي رحمه الله بإسناد جيد: إنك لا تخلف (الجزء رقم : 6، الصفحة رقم: 395) الميعاد فالمقصود أن هذا هو المشروع بعد الأذان للمؤذن والناس جميعا يقولون بعد الأذان إذا كملوا: لا إله إلا الله . يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يقولون بصوت عادي: اللهم رب هذه الدعوة التامة - يعني دعوة الأذان - والصلاة القائمة - يعني التي ستقوم قريبا - آت محمدا - يعني نبينا محمدا - الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد . هذه الزيادة ثبتت من رواية البيهقي رحمه الله، وبعضهم يزيد: الدرجة الرفيعة . وهذه ليست في الحديث، والدرجة الرفيعة هي الوسيلة، اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة والفضيلة . الوسيلة والفضيلة هي الدرجة الرفيعة . يقول النبي صلى الله عليه وسلم: إنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله فأرجو أن أكون أنا هو اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته، إنك لا تخلف الميعاد . هذا يقال: بعد الأذان وبعد الإقامة أيضا . (الجزء رقم : 6، الصفحة رقم: 396) س: ما حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان ؟ ج: الصلاة على النبي بعد الأذان سنة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم لما قالوا له: يا رسول الله، إن المؤذنين يغبنوننا . قال: إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي؛ فإنه من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة رواه مسلم في الصحيح . وفي صحيح البخاري رحمه الله عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله تعالى عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه المقام المحمود الذي وعدته . حلت له شفاعتي يوم القيامة هذا فضل عظيم، زاد البيهقي بإسناد صحيح: فإنك لا تخلف الميعاد المقصود أن (الجزء رقم : 6، الصفحة رقم: 397) الصلاة عليه في جميع الأوقات مستحبة فيها خير عظيم، قال الله جل وعلا: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ويقول صلى الله عليه وسلم: رغم أنف امرئ ذكرت عنده ولم يصل علي صلى الله عليه وسلم، ويصلي عليه في آخر الصلاة بعد التشهد الأول وبعد التشهد الأخير، يقال: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد . في التشهد الأخير، وقد أوجب ذلك جمع من أهل العلم، وقال بعضهم: إن ذلك ركن، أما التشهد الأول فيستحب على الصحيح استحبابا، ثم يقوم إلى الثاني، المقصود أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عبادة مشروعة بعد الأذان وفي التشهد الأول والتشهد الأخير، وبعد ذكره عليه الصلاة والسلام، وفي جميع الأوقات . (الجزء رقم : 6، الصفحة رقم: 398) س: هل يجوز قول: وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . وذلك بعد الانتهاء من الأذان ؟ ج: السنة أن يصلي على النبي بعد الأذان اللهم صل على سيدنا . أو: اللهم صل على محمد . أو: على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه . وان أتى بالصلاة المشروعة كاملة اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد . هذا أكمل، ثم يقول اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدا أو آت نبينا محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد . هذا رواه البخاري في الصحيح دون قوله: إنك لا تخلف الميعاد . لكن هذه الزيادة زادها البيهقي بإسناد صحيح . وإن قال: على سيدنا . فلا حرج، النبي كرهه لما خوطب به: أنت سيدنا . والآن لا يخاطب بهذا، لأنه توفي عليه الصلاة والسلام فلا عليه لو قال: على سيدنا محمد أو سيدنا محمد، لا حرج في ذلك هو سيد ولد (الجزء رقم : 6، الصفحة رقم: 399) آدم، يقول صلى الله عليه وسلم: أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر اللهم صل عليه وسلم، هو خير البرية عليه الصلاة والسلام .