كيفية الأذان الصحيح

فتاوى ابن باز

488

س: كيف يكون الأذان الصحيح؟ وما هو رأيكم في الزيادة التي تقال بعد لا إله إلا الله؟

ج: الأذان الصحيح: هو الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم أمته، وكان يؤذن به بلال بين يديه حتى توفي عليه الصلاة والسلام، وكان يؤذن به المؤذنون في حياته في مكة وفي المدينة ، وهو الأذان المعروف الآن، وهو خمس عشرة جملة: ( الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله ). هذا هو الأذان الذي كان يؤذن به بلال بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم حتى توفاه الله، وفي الفجر يزيد: ( الصلاة خير من النوم ) مرتين بعد الحيعلة، وقبل التكبير الأخير. (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 335) أما ما يزيده بعض الناس: ( حي على خير العمل ) أو ( أشهد أن عليا ولي الله )، كما يفعله بعض الشيعة فهذا منكر وبدعة لا يجوز، وكذلك ما يزيده بعض الناس من الصلاة على النبي مع الأذان عندما يقول: ( لا إله إلا الله )، يزيد: ( الصلاة على النبي ) رافعا بها صوته مع الأذان أو في المكبر، فهذا لا يجوز وبدعة أيضا، ولكن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين نفسه، لا في الأذان. فإذا فرغ من الأذان، فالمشروع للمسلم: أن يصلي على النبي عليه الصلاة والسلام، ثم يقول: ( اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته، إنك لا تخلف الميعاد )، هذا مشروع لكل مسلم وكل مسلمة بعد الأذان، والمؤذن كذلك إذا قال: ( لا إله إلا الله ) شرع له بعد ذلك الصلاة على النبي مثل غيره، ثم يقول: ( اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته )، لكن لا يجوز أن يرفع ذلك مع الأذان؛ لأن الأذان ينتهي بقول: ( لا إله إلا الله ). ولا مانع أن يسمع المجيب من حوله؛ ليقتدي به؛ لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل الله لي (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 336) الوسيلة حلت له الشفاعة . هكذا قال عليه الصلاة والسلام، رواه مسلم في الصحيح، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وهو سنة في حق الجميع: المؤذن والمستمع من الرجال والنساء، في الحاضرة والبادية، وفي كل مكان، بعد الفراغ من الأذان يقولون: ( اللهم صل على محمد )، أو ( اللهم صل وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه )، بصوت غير صوت الأذان، بصوت منخفض ليس مع الأذان. ثم بعد ذلك يقول: ( اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته )؛ لما رواه البخاري في الصحيح، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة ، هكذا جاء الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام، زاد البيهقي في آخره: إنك لا تخلف الميعاد بسند حسن ، هذا هو المشروع. أما الزيادة في الأذان بقول المؤذن: ( حي على خير العمل )، أو ( أشهد أن عليا ولي الله )، أو غير ذلك- فبدعة لا أساس لها كما تقدم، ولا يجوز قولها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد خرجه مسلم في صحيحه، عن عائشة رضي الله عنها. (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 337) وفي صحيح مسلم أيضا، عن جابر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في خطبة الجمعة: أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة . والأحاديث في هذا المعنى كثيرة. والله ولي التوفيق.






كلمات دليلية:




غزو النبي صلى الله عليه وسلم ليهود بني قريظة