الصلاة خلف من لا يحسن القراءة_5

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

522

س5: ما حكم الصلاة خلف المشائخ الذين يجلسون في (الجزء رقم : 7، الصفحة رقم: 353)  حلقات مستديرة بعـد كل فرض، ويبسطون رداء أبيض ويتحلقون حوله، وخاصة مساء يوم الجمعة ويقرأون أورادهم الخاصة بهم؟

ج5: أمر الله تعالى بذكره، وبين أن ذكره تطمئن به القلوب، قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا (41) وسبحوه بكرة وأصيلا وقال: فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون ، وقال: الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ، إلى غير ذلك من الآيات في الحث على ذكر الله وبيان فضله، وقال صلى الله عليه وسلم: مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر فيه مثل الحي والميت رواه البخاري ومسلم، وفي رواية: مثل الذي يذكر الله والذي لا يذكر مثل الحي والميت وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل الذكر وبيان ما يذكر العبد به ربه من تلاوة القرآن وتسبيح وتحميد وتكبير وتهليل ودراسة علم وجلوس في حلقاته للتعلم وسماع المواعظ، فكان ذلك تفسيرا لما ورد مجملا من الآيات والأحاديث في الأمر بالذكر والحث عليه، وكتب الحديث والسيرة مملوءة بما (الجزء رقم : 7، الصفحة رقم: 354) كان يذكر به النبي صلى الله عليه وسلم ربه، ولم يثبت عنه ولا عن أصحابه أنهم كانوا يجلسون حلقات للذكر بعد الفرائض أو في أوقات معينة ولا أنهم كانوا يذكرون جماعة بصوت واحد ولا باسم مفرد ولا كلمة: (آه)، ولا بحركات وترنحات معينة، ولا عرف عنهم أنهم يبسطون ثوبا أبيض ولا أسود بينهم في أذكارهم، وإنما كانوا يجتمعون لصلاة الجماعة ولتلاوة كتاب الله وتدبره وتفهم معانيه وأسراره، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده رواه مسلم . فالذين يجلسون حلقات في المسجد بعد كل صلاة مفروضة، ويبسطون رداء أبيض بينهم ويخصون مساء الجمعة باجتماع فهؤلاء مبتدعة؛ لأنهم أحدثوا من كيفيات الذكر ما لم يكن من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في أذكارهم، وكل محدث في الدين والعبادة فهو بدعة ممنوعة، أما الأوراد التي يقرؤونها فما كان منها معروفا عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فحسن، لكن على ألا يكون على كيفية الحلقات التي ذكرها السائل، وإن كانت مشتملة على الاستغاثة بغير الله أو التوسل إلى الله بخلقه في الدعاء، كما في (الجزء رقم : 7، الصفحة رقم: 355) قصيدة البردة أو فيها دعاوى كاذبة وغلو في تعظيم المخلوق، أو فيها كلمات لا يفهم معناها لكونها أعجمية أو رموزا، فلا يجوز الذكر بها، بل قد يكون شركا؛ كالاستغاثة بغير الله، ودعوى أن العالم لم يخلق إلا من أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن علوم اللوح والقلم من علمه، إلى غير هذا مما اشتملت عليه أوراد المتصوفة وأناشيدهم. وأما الصلاة خلف المبتدعة: فإن كانت بدعتهم شركية؛ كدعائهم غير الله، ونذرهم لغير الله، واعتقادهم في مشايخهم ما لا يكون إلا لله من كمال العلم أو العلم بالمغيبات أو التأثير في الكونيات - فلا تصح الصلاة خلفهم، وإن كانت بدعتهم غير شركية؛ كالذكر بما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن مع الاجتماع والترنحات - فالصلاة وراءهم صحيحة، إلا أنه ينبغي للمسلم أن يتحرى لصلاته إماما غير مبتدع؛ ليكون ذلك أعظم لأجره وأبعد عن المنكر. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عضو عضو نائب الرئيس عبد الله بن منيع عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي






كلمات دليلية:




أين عقولكم؟!