بيان كيفية دعاء الإمام في سجوده

فتاوى نور على الدرب

600

س : يقول : إذا كان الإنسان إمامًا فهل يجوز له الدعاء في سجوده ، مثل : رب اغفر لي ذنبي كله : دقه وجله أوله وآخره . وغير ذلك . كذلك الدعاء بعد التشهد الأخير ، مثل قوله : " أعوذ بالله من عذاب جهنم ، وعذاب القبر ، وفتنة المحيا والممات ، وفتنة المسيح الدجال " ؟ وهل يستحب للإمام وغيره في الصلاة المفروضة الدعاء في السجود وبعد التشهد الأخير ، والزيادة في التسبيح في الركوع والسجود ، أم أنه يقتصر على أدنى الكمال ?

ج : المشروع للجميع الإمام والمنفرد والمأموم ، يشرع للجميع الدعاء في السجود ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : أما الركوع فعظموا فيه الرب ، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء ، فقمن أن يستجاب لكم (الجزء رقم : 12، الصفحة رقم: 62) أي : حري أن يستجاب لكم . رواه مسلم في الصحيح . ويقول أيضا عليه الصلاة والسلام : أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، فأكثروا الدعاء أخرجه مسلم في الصحيح أيضا . فالسنة للجميع الإمام والمنفرد والمأموم والرجل والمرأة الإكثار من الدعاء في السجود ، ومن دعائه صلى الله عليه وسلم في السجود : اللهم اغفر لي ذنبي كله : دقه وجله ، وأوله وآخره ، وعلانيته وسره رواه مسلم في الصحيح من دعاء النبي عليه الصلاة والسلام . ومن الدعاء الحسن في السجود : اللهم اغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين . ويقول : اللهم أصلح قلبي وعملي ، وارزقني الفقه في ديني . ويقول : اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ومن التسبيح : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي سبوح قدوس رب الملائكة والروح ويكرر (الجزء رقم : 12، الصفحة رقم: 63) ذلك ما تيسر ، ويقول في السجود أيضا : سبحان ربي الأعلى لا يقتصر على الواجب مرة ، بل يزيد ثلاثا أو خمسا أو سبعا ، هذا أفضل ، وهكذا في الركوع : سبحان ربي العظيم أدنى الكمال ثلاث ، وإن زاد فهو أفضل ، خمسا وسبعا وعشرا هو أفضل ، لكن يتحرى الإمام ألا يشق على الناس ، تكون صلاته وسطا ، ليس فيها تطويل يشق على الناس ، ولا تخفيف يخل بالواجب ، ولكن بين ذلك ، ويكثر من قوله في الركوع والسجود : " سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي " " سبوح قدوس رب الملائكة والروح " . تقول عائشة رضي الله عنها : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده : " سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي متفق على صحته . ويقول صلى الله عليه وسلم في السجود والركوع : سبوح قدوس رب الملائكة والروح . ويدعو في التشهد الأخير بعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، (الجزء رقم : 12، الصفحة رقم: 64) يدعو : اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة المسيح الدجال اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني ، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت ومن الدعاء المشروع : اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ، ولا يغفر الذنوب إلا أنت ، فاغفر لي مغفرة من عندك ، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم هذا دعاء عظيم مشروع في السجود ، وفي التشهد (الجزء رقم : 12، الصفحة رقم: 65) قبل السلام . ومن الدعاء المشروع قبل السلام : اللهم إني أعوذ بك من البخل ، وأعوذ بك من الجبن ، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر ، وأعوذ بك من فتنة الدنيا ومن عذاب القبر وإن دعا بغير هذا من الدعوات الطيبة فكله حسن قبل أن يسلم ، لكن إذا كان إماما لا يطول تطويلا كثيرا على الناس ؛ حتى لا يشق عليهم ، فأما المأموم فتبع إمامه ، يدعو حتى يسلم إمامه ، والمنفرد له أن يطول ما يشاء ؛ لأنه ليس خلفه من يشق عليه ، فله أن يصلي كيف يشاء مع مراعاة الأمر الشرعي في كل شيء .






كلمات دليلية:




التثاؤب أثناء الصلاة_1