ج : النبي صلى الله عليه وسلم أرشد الأئمة إلى أن يرفقوا بالناس ، (الجزء رقم : 11، الصفحة رقم: 449) فقال صلى الله عليه وسلم: إذا أم أحدكم الناس فليخفف ، فإن فيهم الصغير والكبير والضعيف المريض فالواجب على الإمام أن ينظر في الأمر ، وألا يشق على الناس ، وقدوتنا الرسول ، وأن يأخذوا القدوة من الرسول - عليه الصلاة والسلام - في أفعاله كلها ؛ لقوله سبحانه وتعالى : لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة . فالنبي عليه الصلاة والسلام يصلي صلاة وسطا ليس فيها إطالة تشق على الناس ، فالواجب على الأئمة أن يتأسوا بالرسول صلى الله عليه وسلم ، وأن يقتدوا به في الصلوات الخمس كلها؛ حتى لا ينفروا الناس ، وحتى لا يشجعوهم على ترك الصلاة جماعة ، فإذا صلى صلاة وسطا ليس فيها مشقة على الناس سمع الناس ، وصلوا جماعة ورغبوا في الصلاة ، وتواصوا بأدائها في المساجد؛ ولهذا قال عليه والسلام: يا أيها الناس ، إن منكم منفرين - يعني: منفرين في صلاة الجماعة - فمن أم الناس فليخفف ولهذا قال لمعاذ : أفتان يا معاذ ؟ . فقال بعدها: هلا قرأت " سبح اسم ربك الأعلى و: والليل إذا يغشى و: والشمس وضحاها (الجزء رقم : 11، الصفحة رقم: 450) و اقرأ باسم ربك الذي خلق هذا من بعده ، اللهم صل عليه وسلم ، قبلها: أيكم أم الناس فليخفف . ثم أردف: هلا قرأت " سبح اسم ربك الأعلى و: إذا السماء انشقت ، والشمس وضحاها (1) والقمر إذا تلاها . يعني: في أوسط الأمور ، فقد كان عليه الصلاة والسلام يقرأ بها في العشاء والظهر والعصر ، أما في الفجر فكان يقرأ أكثر من ذلك؛ فيقرأ في الفجر ب: والطور (1) وكتاب مسطور و: اقتربت الساعة و: الواقعة وما أشبهها عليه الصلاة والسلام ، فالفجر يطول فيها بعض الطول ، وفي الظهر والعصر والمغرب والعشاء يقرأ بأوسط السور ، والمغرب في بعض الأحيان بالقصار ويطول فيها بعض الأحيان ، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم لكن الأغلب القصار .