ج : صلاة الجماعة على النساء غير واجبة ، لكنها إذا تيسرت أفضل حتى يتعلم بعضهن من بعض ، وحتى يستفيد بعضهن من بعض ، وقد جاء عن أم سلمة وعائشة رضي الله عنهما أنهما أمتا بعض النساء فذلك يدل على أن هذا أمر معلوم عندهن في العهد الأول والقرن الأول ، ومعلوم ما في هذا من الفضائل والمصالح ، فإن وجود امرأة ذات علم وبصيرة تؤم النساء يستفيد منها النساء كثيرا يتعلمن كيف يصلين ، كيف يركعن ، كيف يسجدن ، إلى غير ذلك ، فصلاتهن جماعة خلف إمامة صالحة ذات بصيرة وعلم هذا لا شك فيه أنه ينفع الجميع ، وهي تقف وسطهن وتجهر في الجهرية كالمغرب والعشاء والفجر ، فالحاصل أنه مستحب إذا تيسر ، وليس بواجب إنما تجب الجماعة على الرجال في بيوت الله عز وجل ، حيث قد شرع لنا ذلك ، وأما النساء فصلاتهن مفردات جائزة ، وإذا تيسرت الجماعة لهن فيما بينهن فهو حسن ، ولا (الجزء رقم : 12، الصفحة رقم: 277) سيما إذا وجدت امرأة لديها علم وبصيرة؛ حتى تصلي بهن وتعلمهن الصلاة الشرعية التي أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : وصلوا كما رأيتموني أصلي وهذا يعم النساء والرجال جميعا ، فعلى المسلمين أن يصلوا كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم ، والمرأة الفاهمة العالمة تعلم أخواتها في الله وبناتها وغيرهن الصلاة الشرعية ، وإذا صلت بهن كان ذلك أكمل في التعليم .