ج : الذي لا يصلي الفجر في جماعة عاص ، والذي يحلق لحيته عاص ، وهكذا المدخن وشارب السكر كلهم عصاة ، فلا ينبغي أن يكونوا أئمة للمسلمين ، ينبغي لولاة الأمور ألا يجعلوهم أئمة ، لكن لو بلي بهم الإنسان وصلى خلفهم صحت صلاته ، كما صلى ابن عمر وغيره من الصحابة خلف الحجاج بن يوسف وهو من أظلم الناس سفاك للدماء؛ لأنه مسلم ، وإنما الذي به معاص ، الحاصل أن المعصية لا تمنع الإمامة ، ولكن يكون صاحبها ناقصا الإمامة ، يحسن الصلاة خلف غيره ويجب إبداله ، إذا كانت معصيته ظاهرة ، على ولاة الأمور الذين الشأن في الإمامة والنصب والعزل بأيديهم ، عليهم أن يعزلوه ويلتمسوا الشخص السليم من هذه المعاصي حسب الإمكان ، لكن إن (الجزء رقم : 12، الصفحة رقم: 389) كان يترك الفجر بالكلية لا يصلي بالكلية هذا كافر ، لا يكون إماما لهم نعوذ بالله ، إذا كان لا يصليها بالكلية هذا كافر ، لكن الظاهر من مراد السائل: لا يصليها في الجماعة يتكاسل عنها . فهذا عاص ، وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه: لقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق يعني في الجماعة ، الحاصل أن من ترك الجماعة سواء الفجر أو الظهر أو العصر هذه معصية ، إذا تركها من دون عذر هذه معصية ، ومن كان معروفا بهذا الشيء لا ينبغي أن يكون إماما ، بل ينبغي أن يعزل ، وأن يتخذ إمام أصلح منه وأنفع للمسلمين وأبعد عن فعل المحرمات ، لكن مثل ما تقدم إذا بلي الإنسان بمثل هذه الأمور فإن صلاته صحيحة ، ولا يصلي وحده ، بل يصلي مع الناس ، تجوز الصلاة مع إمام يحلق ، مع إمام يدخن ، مع إمام قد يتكاسل عن بعض الصلوات في الجماعة ، فإنه يصلي خلفه ، والصلاة مع الجماعة مطلوبة ، وهذا العاصي مضرته على نفسه ، وعلى الناصحين أن يوجهوه ويرشدوه ويحذروه من مغبة هذا العمل السيئ ، والله جل وعلا لطيف بعباده سبحانه وتعالى ، وقد يوفق بما نصح للتوبة ، يعني بسبب نصيحة إخوانه (الجزء رقم : 12، الصفحة رقم: 390) قد يرجع للصواب بسبب هذه النصيحة والتوجيه .