ج : ليس شرط الإمامة أن يكون الإمام عربيا ، المهم أن يكون الإمام سليم العقيدة موحدا صاحب عقيدة طيبة ، فإذا كان الإمام صاحب عقيدة طيبة ، سواء كان عربيا أو عجميا لكن ينطق بالعربية ، إذا كان صاحب عقيدة حسنة فإنه يجعل إماما ويقتدى به ، وإذا صليت مع قوم إمامهم الذي يصلي بهم ، وأنت لا تعرف حاله فصل معهم ، ولا تترك الصلاة ، صل معهم الجمعة والجماعة ؛ لأن المسلمين شيء واحد ، والواجب أن تقام هذه الشعائر ، وأن يؤيد من قام بها ، وإذا ظهر لك بعد (الجزء رقم : 11، الصفحة رقم: 445) ذلك أنه لا يحسن أن يكون إماما فينبغي لك أن تسعى في إبداله بغيره من أهل العقيدة الطيبة ، وأن تتشاور مع أعيان المسجد ، ومع أعيان الجماعة حتى يوجد من هو خير منه وأفضل منه في العقيدة والعلم ، وتلتمس من توافرت فيه الشروط ؛ شروط الإمامة من أي جنس كان من المسلمين فإنه يكون إماما ، ويصلى خلفه ، وأما ما ذكرت من جهة أنهم لا يذكرون الله ، بل يدعون بعد السلام هذا خلاف السنة ، السنة بعد السلام أن يقول : أستغفر الله . ثلاث مرات ، اللهم أنت السلام ومنك السلام ، تباركت يا ذا الجلال والإكرام . يقوله الإمام والمنفرد والمأموم بعد صلاة الفريضة ، ثم ينصرف الإمام للمأمومين بعد ما يقول هذا ، وهو مستقبل القبلة بعد هذا ينصرف إلى المأمومين ، ويستقبلهم كما جاء في حديث عائشة عند مسلم ، وجاء معنى ذلك في حديث ثوبان أن النبي عليه السلام كان إذا سلم استغفر ثلاثا ، وقال : " اللهم أنت السلام ومنك السلام ، تباركت يا ذا الجلال والإكرام رواه مسلم في الصحيح . وذكرت عائشة رضي الله عنها أن النبي كان يمكث مستقبل القبلة قدر ما يقول : " اللهم أنت السلام ومنك السلام ، تباركت يا ذا (الجزء رقم : 11، الصفحة رقم: 446) الجلال والإكرام " ثم ينصرف إلى الناس رواه مسلم أيضا . ثم بعد ذلك يشتغل بذكر الله ، فقد كان النبي يقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، لا إله إلا الله ، ولا نعبد إلا إياه ، له النعمة وله الفضل ، وله الثناء الحسن ، لا إله إلا الله ، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد وإن دعا بعد ذلك فلا بأس بينه وبين نفسه ، والأفضل أن يقول بعد هذا : سبحان الله ، والحمد لله ، والله أكبر . ثلاثا وثلاثين مرة ، هكذا جاءت السنة ، ويختم المائة بقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير كل هذا صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ، من قوله وتوجيهه عليه الصلاة والسلام ، وكذلك جاء عنه صلى الله عليه وسلم شرعية أن يقول : سبحان (الجزء رقم : 11، الصفحة رقم: 447) الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر خمسا وعشرين مرة فالذكر بعد الصلاة أنواع منها : أن يقول : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر . خمسا وعشرين مرة ، الجميع مائة . ومنها : أن يقول : سبحان الله ، والحمد لله ، والله أكبر . ثلاثا وثلاثين مرة فقط ، ولا يزيد عليها ، تصير تسعا وتسعين ، كما علمها النبي فقراء المهاجرين . ومنها أن يقول : سبحان الله ، والحمد لله . ستا وستين ، والله أكبر . أربعا وثلاثين ، الجميع مائة ، ومنها : أن يقول : سبحان الله ، والحمد لله ، والله أكبر . ثلاثا وثلاثين مرة تصير تسعا وتسعين ، ويقول تمام المائة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير . كل هذا جاء في الحديث الصحيح . فينبغي للمؤمن أن يستعمل ذلك ، وأن يلازم ذلك ، وإذا أتى بهذا تارة وهذا تارة كله حسن . وأما كونه يسلم مع الإمام فالأفضل خلافه ، السنة أن يكون بعد الإمام ، قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : إني إمامكم ، فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود ، ولا بالقيام ولا (الجزء رقم : 11، الصفحة رقم: 448) بالانصراف فالسنة أن يسلم الإمام أولا ، ثم يتبعه المأموم ، إذا سلم الإمام سلم المأموم بعد التسليمتين ، يسلم الإمام تسليمتين أولا ، ثم يتبعه المأموم فيسلم ، وإن سلم بعد الأولى سلم الأولى بعد الأولى ، وسلم الثانية بعد الثانية فلا حرج ، لكن الأفضل أن يقف ، وألا يسلم حتى يفرغ الإمام من التسليمتين ، فإذا فرغ الإمام من التسليمتين سلم المأموم ، هذا هو الأفضل ، وهذا هو الموافق لظاهر السنة .