ج : لا ينبغي السحب من الصف الأول ولا غيره ، بل الذي يأتي يلتمس فرجة فيدخل فيها ، فإن لم يجد صبر حتى يأتي أحد فيصف معه ، وإن تقدم مع الإمام صلى عن يمين الإمام فلا بأس ، أما أنه يسحب من الصف الأول أو من الثاني فلا ، أما حديث : ألا دخلت معهم أو اجتذبت رجلا فهو حديث ضعيف لا يلزم التعويل عليه ، ولأن السحب تصرف في الناس بغير حق ، فالحاصل أنه لا ينبغي السحب ، ولا يلزم المسحوب أن ينسحب ، بل إذا أحب أن يبقى في صفه يبقى في صفه ، وليس لأحد أن يسحبه من صفه ، ثم السحب من الصف يسبب خللا في الصف وفرجة في الصف ، والنبي صلى الله عليه وسلم أمر بسد الخلل ورص الصفوف ، فالذي يدخل لا ينبغي له أن يسحب أحدا ، بل يلتمس إن وجد فرجة دخل فيها وسد الصف ، فإن لم يجد تقدم مع الإمام وصف عن يمين الإمام ، فإن لم يتيسر ذلك فالمشروع له الصبر حتى يأتي أحد فيصفا جميعا ، فإن فرغت الصلاة ولم يأت أحد صلى وحده بعد ذلك والحمد لله ولا حرج عليه؛ لأن النبي عليه السلام قال : فلا (الجزء رقم : 12، الصفحة رقم: 262) صلاة لرجل فرد خلف الصف فلا يجوز له أن يصلي وحده خلف الصف ، ولكن يصبر حتى يجد من يدخل معه ، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أنه إذا ما وجد أحدا يسوغ له أن يصلي وحده ، ولكنه قول ضعيف مخالف لظاهر الأحاديث الصحيحة ، فلا وجه للتعويل عليه ، لكن المؤمن يصبر لعله يجد أحدا يصف معه ، فإن وجد فرجة دخل فيها ، وإن تيسر له الوقوف مع الإمام وقف مع الإمام عن يمينه ، هذا هو المشروع فيما نعلم .