ج : هذا لا نعلم فيه حدا محدودا ولا سنة واضحة ، بل الأمر يرجع إلى الإمام ، فإن رأى أن حضوره للمسجد أصلح لقلبه وأنفع للناس ليصلي ما تيسر ويقرأ ، وربما كان عالما فيفتي الناس بما يسألونه عنه ونحو ذلك كان هذا أفضل ، وإن رأى أن بقاءه في البيت أصلح له ، يقرأ (الجزء رقم : 12، الصفحة رقم: 135) في بيته ويصلي الرواتب في بيته ، ثم يأتي عند إقامة الصلاة كما هو الغالب من فعل النبي عليه الصلاة والسلام ، والمعروف من فعله صلى الله عليه وسلم أنه كان يبقى في البيت ، فإذا جاء وقت الإقامة خرج إلى الناس عليه الصلاة والسلام هذا هو الأصل؛ أن يبقى في بيته ، ويشتغل بما يسر الله له من قراءة أو علم أو صلاة نافلة أو نحو ذلك ، ويحرص على الرواتب التي شرعها الله من أربع قبل الظهر وثنتين بعدها ، وثنتين بعد المغرب ، وثنتين بعد العشاء ، وثنتين قبل صلاة الصبح ، الرواتب التي حافظ عليها النبي عليه الصلاة والسلام ، فإن فعلها الإمام في البيت ، وفعل ما يسر الله له من الخير؛ كقراءة القرآن أو قراءة علم ، أو يحفظ شيئا ينفعه من العلم أو القرآن فكل هذا طيب ، فالأصل أن الإمام يبقى في البيت اقتداء بالنبي عليه الصلاة والسلام ، ثم يأتي وقت الإقامة فيقيم الصلاة ، فإذا رأى في حالة من الحالات أو في قرية من القرى أو بلد من البلدان أن مجيئه إلى المسجد قبل الصلاة ، ينتظرها مع الناس في المسجد ، ويصلي ما كتب الله له مما شرع الله ، ويقرأ القرآن أو يسبح ويهلل في محل من المسجد ، حتى يحضر وقت الإقامة كل هذا لا بأس به ، والخلاصة أن الأصل والأفضل أن يكون في البيت حتى يأتي وقت الإقامة اقتداء بالنبي عليه الصلاة والسلام ، فإذا حصل له أمر آخر (الجزء رقم : 12، الصفحة رقم: 136) يقتضي أنه يحضر في المسجد ، وأن في ذلك لمصلحة راجحة على البقاء في البيت فلا أعلم في هذا بأسا ، بل ينبغي له أن يتحرى ما هو أقرب إلى المصلحة والنفع للمسلمين .