ج : إذا كانت لا ترى الإمام ولا المأمومين فلا ينبغي لها أن تقتدي بالإمام ، بل تصلي وحدها ، وما مضى لا إعادة عليها فيه؛ لأن المسألة فيها خلاف بين أهل العلم ، منهم من رأى جواز ذلك ، فنرجو ألا يكون عليها إعادة ، ولكن في المستقبل ننصحها أن تصلي وحدها ، لا تتابع (الجزء رقم : 12، الصفحة رقم: 410) الإمام إلا إذا كانت ترى الإمام ، أو ترى من خلفه ، وإلا فإنها تصلي وحدها؛ لأن محلها ليس تابعا للمسجد ، المسجد مستقل ، وسطح المسجد على ما ذكرته السائلة مستقل؛ لأن الذي بنى المسجد إنما أراد الطابق الأسفل ، أما الطابق الأعلى فجعله مسكنا ، ليس من المسجد ، ولهذا سكنه هو وأهله ، فالحاصل إذا كان سطح المسجد ليس تابعا للمسجد فإن أهله ينامون فيه ، ويجامع زوجته ، ويقضي حاجته؛ لأنه ليس تابعا للمسجد ، إنما بني المسجد الذي تحت السقف . أما إذا كان المسجد بني للعبادة ، وسقفه تبع له ، ناويه تبعا للمسجد فهذا لا يسكن فيه فوق للمرأة وأهلها يجامعها فيه وتحيض فيه وتقضي حاجتها؛ لأنه من المسجد ، بل يصلى فيه ويحفظ ويصان؛ لأنه تابع للمسجد . أما إذا كان المسجد إنما هو الأسفل ، والذي بنى المسجد ما نوى السطح تبعا للمسجد ، بل نواه سكنا له أو للتأجير فهذا مستقل ، ولا يكون له حكم المسجد ، والساكن فيه لا يصلي فيه تبعا لإمامة المسجد ، إلا إذا كان يرى الإمام أو يرى من خلفه ، أو بعضا من المأمومين ، وإلا فإن المرأة فيه تصلي وحدها ، أو المريض الذي فيه يصلي وحده ، لا يصلي مع الناس ، ما دام لا يرى الإمام ولا يرى بعض من خلفه ، لكن إذا كان السقف تابعا للمسجد فإنه لا يتخذ سكنا؛ بحيث يجامع الرجل فيه (الجزء رقم : 12، الصفحة رقم: 411) امرأته ، وبحيث يقضي حاجته من بول أو غيره ، أو تجلس فيه الحائض؛ لأنه تابع المسجد ، أما إذا كان ليس تابعا للمسجد فما تحته فهو مملوك لأهله . أما إذا كان المسجد يتكون من دورين لا يشترط على الذين في الدور العلوي أن يروا الإمام أو بعض من خلفه؛ لأنه تابع للمسجد ، مثل الخلوة في المسجد ، بشرط أن يسمعوا الصوت .