ج : الصلاة صحيحة إذا أداها كما أمر الله بأركانها وواجباتها ، فالوسوسة لا تبطلها ولكن تضعف الثواب ، فليس للعبد من صلاة إلا ما عقل منها وأقبل عليها وخشع فيها لربه عز وجل ؛ كما في الحديث : إن العبد ليصلي وليس له من صلاته إلا نصفها ، إلا ثلثها إلى آخره ، فينبغي للمؤمن أن يقبل على صلاته - وهكذا المؤمنة - بخشوع وحضور (الجزء رقم : 7، الصفحة رقم: 340) قلب وطمأنينة حتى يكون ثوابها أكثر ، والوسوسة إنما تأتي من الشيطان ، فإذا حضر قلبه بين يدي الله واستحضر أنه قائم بين يديه وجاهد نفسه لله فإن الوساوس تقل بتوفيق الله ، وإذا دعت الحاجة إلى التعوذ بالله من الشيطان لبقاء الوسوسة فإنه يستعيذ بالله من الشيطان ، ينفث عن يساره ثلاث مرات ويتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، وقد قال عثمان بن أبي العاص الثقفي الصحابي الجليل رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ، إن الشيطان قد لبس علي صلاتي فأمره أن يستعيذ بالله من الشيطان في الصلاة إذا وقع له ذلك ، ففعل فأذهب الله عنه تلك الوسوسة. فالمشروع للمؤمن والمؤمنة عند وجود هذه الوسوسة أن يستعيذ بالله من الشيطان وينفث عن يساره ولو في الصلاة ثلاثا ، ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ، فإن ذهبت الوسوسة بإقباله على الله وحضور قلبه بين يدي الله كفى ذلك والحمد لله ، وإلا استعاذ بالله من الشيطان نافثا عن يساره يقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، وينفث عن يساره ثلاث مرات ، ويزول بإذن الله .