حكم من يكرر الوضوء أو الصلاة بسبب كثرة الوساوس

فتاوى نور على الدرب

504

206 – حكم من يكرر الوضوء أو الصلاة بسبب كثرة الوساوس س : أنا فتاة أبلغ من العمر التاسعة عشرة ، أعاني من كثرة الشك في طهارتي ووضوئي وصلاتي ، فأنا أعاني من التفكير أثناء الصلاة ، ولقد حاولت التغلب على هذه الأفكار ولكن لم أفلح ، فأنا أغتسل للصلاة الواحدة أكثر من ثلاث مرات ، رغم هذا لا أستطيع التغلب على هذه الأفكار ، وأحيانا أعيد صلاتي عدة مرات دون جدوى ، وأحيانا يصل بي الأمر للبقاء مدة ساعتين للصلاة الواحدة . ثم تستمر السائلة على هذا الحال لتصف حالها ، وتستفسر منكم كيف (الجزء رقم : 7، الصفحة رقم: 345)  تتصرف ، وبالذات في شهر رمضان ؟

ج : هذا من الشيطان ، هذا العمل الذي أصابك من الوساوس ، هذا كله من الشيطان ، والله سبحانه يقول في كتابه العظيم : وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله ، فالإنسان يستعيذ بالله من الشيطان ، ويقول جل وعلا : قل أعوذ برب الناس (1) ملك الناس (2) إله الناس (3) من شر الوسواس الخناس (4) الذي يوسوس في صدور الناس (5) من الجنة والناس ، فالواجب عليك أن تتعوذي من الشيطان ، وألا تخضعي لعدو الله بهذه الوساوس ، إذا دخلت في الصلاة فصلي الصلاة التي شرعها الله ، كبري أولا ، ثم استفتحي بقولك : سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك ، هذا أفضل دعاء الاستفتاح ، وإن استفتحت باستفتاح آخر مما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم كفى ، ثم تقولين : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله (الجزء رقم : 7، الصفحة رقم: 346) الرحمن الرحيم . ثم تقرئين الفاتحة : الحمد لله رب العالمين ... إلى آخرها ، ثم تقرئين ما تيسر معها من السور والآيات ، ثم تكبرين : الله أكبر ، وتركعين في الهواء معتدلة ، وتضعين يديك على ركبتيك معتدلة ورأسك حذاء ظهرك ، وتقولي : سبحان ربي العظيم ، سبحان ربي العظيم ، سبحان ربي العظيم ، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي . ثم ترفعين رأسك وتقولين : سمع الله لمن حمده . تقولينها مرة واحدة ، ثم تقفين مستقيمة ، وتقولين : ربنا ولك الحمد ، بعد الاستقامة والوقوف : ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد . وأنت واقفة مطمئنة خاشعة ، وتضعين يديك على صدرك وأنت واقفة قبل الركوع وبعده ، وأنت واقفة تضعين اليمنى على اليسرى على صدرك وأنت واقفة قبل الركوع وبعده ، ثم تنحطين للسجود وأنت مكبرة الله أكبر ، وتسجدين على الجبهة وعلى الأنف والكفين والركبتين وأصابع الرجلين معتدلة ، وترفعين بطنك عن فخذيك معتدلة وتقولين : سبحان ربي الأعلى ، وترفعين ذراعيك من الأرض وتعتمدين على (الجزء رقم : 7، الصفحة رقم: 347) كفيك في الأرض : سبحان ربي الأعلى ، سبحان ربي الأعلى - ثلاثا وتدعين الله جل وعلا في السجود ، الرب جل وعلا يحب الدعاء في السجود ، ومن أسباب الإجابة الدعاء في السجود ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، فأكثروا الدعاء فلتقل : سبحان ربي الأعلى ، سبحان ربي الأعلى ، بعد الثالثة تدعو : اللهم اغفر لي ذنبي كله ، دقه وجله ، وأوله وآخره ، وعلانيته وسره ، اللهم اغفر لي وارحمني ، اللهم أعذني من النار ، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي ، اللهم أصلح قلبي . وتدعين الله بما تيسر ، ثم ترفع وتقول : الله أكبر ، وتجلسين على رجلك اليسرى ، رجلك اليسرى تجلسين عليها واليمنى تنصبينها ، وتقولين : رب اغفر لي ، رب اغفر لي ، رب اغفر لي وأنت مطمئنة اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني وعافني ، اللهم أصلح قلبي وعملي . كل هذا دعاء لا بأس به ، ثم تكبرين: الله أكبر ، وتسجدين السجدة الثانية تقولين : سبحان ربي الأعلى ، سبحان ربي الأعلى ، سبحان ربي الأعلى . الأفضل ثلاثا (الجزء رقم : 7، الصفحة رقم: 348) فأكثر ، والواجب مرة واحدة ، وكلما كررت فهو أفضل ، وأقل الكمال وأدناه هو ثلاث ، ثم تدعين ربك في السجود مثلما فعلت في السجدة الأولى ، اللهم اغفر لي ذنبي كله ، دقه وجله ، وأوله وآخره ، وعلانيته وسره . كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بهذا الدعاء ، وإذا دعوت بدعاء آخر قلت : اللهم أصلح قلبي وعملي ، اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ، اللهم اغفر لي ولوالدي . إذا كان الوالدان مسلمين ، كله طيب في السجود ، ثم تكبرين قائمة للركعة الثانية ، تسمين بالله وتقرئين الحمد وما تيسر معها ، ثم تركعين مثل الركوع الأول سواء ، تخضعين وتطمئنين ، وتضعين يديك على ركبتيك معتدلة ورأسك حذاء ظهرك ، وتفرجين أصابعك على الركبتين ، وتجافين العضدين عن الجنبين وأنت راكعة : سبحان ربي العظيم ، سبحان ربي العظيم ، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي . ولو مرة ، الواجب مرة واحدة : سبحان ربي العظيم ، والتكرار الثلاث أفضل ، وما زاد فهو أفضل ، وتقول مع هذا : سبحانك اللهم وبحمدك ، اللهم اغفر لي - مثل ما تقدم سبوح قدوس رب الملائكة والروح . إذا قلت هذا فهو طيب أيضا في السجود ، كان النبي يقوله عليه الصلاة والسلام ، ثم ترفعين قائلة : سمع الله لمن حمده ، وأنت رافعة من الركوع ، وبعد الانتصاب (الجزء رقم : 7، الصفحة رقم: 349) تقولين : ربنا ولك الحمد . أو : اللهم ربنا لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد . والواجب : ربنا ولك الحمد . والباقي سنة ، ثم تنحطين مكبرة : الله أكبر . وتسجدين مثلما فعلت في الركعة السابقة سجدتين ، في كل سجدة تقولين : سبحان ربي الأعلى ، سبحان ربي الأعلى ، وتدعين الله فيها ، تجلسين بينهما جلسة مطمئنة بين السجدتين ، خاشعة مطمئنة على رجلك اليسرى وتنصبين اليمنى ، تقولين : رب اغفر لي ، رب اغفر لي . ثم بعد الفراغ من السجدة الثانية تجلسين للتشهد الأول تقرئين التحيات ، تتعلمينها ، تدرسينها : التحيات لله والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . يقول هذا الرجل والمرأة ، على المرأة والرجل جميعا ، هكذا علم الأمة عليه الصلاة والسلام ، علم أمته هذا التشهد ، والأفضل أن تصلين على النبي : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد . كالرجل سواء ، ثم تقومين للثالثة ، الظهر والعصر (الجزء رقم : 7، الصفحة رقم: 350) والمغرب والعشاء ، وإن قمت قبل الصلاة على النبي بعد قولك : أشهد أن محمدا عبده ورسوله ، كفى ، ولا شيء في ذلك ، ولكن الأفضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في هذا التشهد ، ثم القيام للثالثة تقومين مكبرة رافعة يديك عند التكبير عند القيام للثالثة كما ترفعين للإحرام كما في التكبيرة الأولى ، وعند الركوع وعند الرفع منه ، ترفعين يديك مثل الرجل ، تقولين عند الرفع : الله أكبر ، عند الإحرام وعند الركوع وعند الرفع منه ، رافعة يديك عند التكبير وعند التسميع عند رفعك من الركوع ، عند قولك : سمع الله لمن حمده ، تكونين رافعة يديك كالرجل ، وعند القيام للثالثة من التشهد الأول ترفعين يديك مكبرة : الله أكبر . رافعة يديك كالرجل ، ثم تكملين الصلاة ، إن كانت أربعا صليت الثالثة والرابعة ، تقرئين الفاتحة فقط ، تكفي الفاتحة الحمد ، ثم بعد ذلك إن كان عند الرابعة تأتين بهذا التشهد : التحيات لله ، إلى آخره ، وتصلين على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم تقولين : اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة المسيح الدجال . وتدعين أيضا بعد هذا الدعاء كالرجل : اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، اللهم اغفر لي ولوالدي إذا كان والداك مسلمين اللهم أجرني من (الجزء رقم : 7، الصفحة رقم: 351) النار ، اللهم أصلح قلبي وعملي ، اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك كله طيب اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كبيرا ، ولا يغفر الذنوب إلا أنت ، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ، كله طيب ، كالرجل سواء ، تدعين الله بما تيسر قبل السلام ، ثم تسلمين تسليمتين عن اليمين والشمال ، السلام عليكم ورحمة الله ، السلام عليكم ورحمة الله . هذا هو المشروع ، وهذا التسليم لا بد منه ، فرض لا بد منه ، وبذلك تمت الصلاة ، وإياك والوساوس ، فإذا فعلت هذا فقد انتهت الصلاة ولا تعيديها ، ولا تطاوعي الشيطان ولا تعيدي القراءة ، اعلمي أنه من الشيطان ، إذا وسوس في قلبك أنك ما فعلت قولي : كذبت في نفسك تكذبين بنفسك بقلبك ، لا تطاوعيه ، كملي الصلاة وانتهي منها ، ولا تعيديها ولا الوضوء ، حتى الوضوء إذا فرغت منه لا تعيديه ولا تطاوعي الشيطان ، أنت ترين أعضاءك قد غسلتها والحمد لله ، والصلاة كذلك ، إذا فعلت ما ذكرنا فأنت قد صليت ، واتركي الوساوس ولا تطاوعي عدو الله بإعادة الصلاة ، بل اعلمي أنك بحمد الله انتهيت ، وأن عدو الله إذا قال لك : ما صليت أو ما فعلت كذا ، فهو كذاب ، فاحذريه ، قولي : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، ولو في الصلاة ، إذا أشغلك قولي : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . (الجزء رقم : 7، الصفحة رقم: 352) واتفلي عن يسارك ثلاث مرات ، قولي : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، ولو كنت في الصلاة ، النبي صلى الله عليه وسلم علم بعض الصحابة ذلك ، فقد جاءه رجل من الصحابة فقال : يا رسول الله ، قد لبس الشيطان علي صلاتي . قال : اتفل عن يسارك ثلاث مرات وقل : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الصحابي : فعلت فأذهب الله عني ما وجدت يعني زالت الوساوس فأنت وهكذا غيرك من الناس من الرجال والنساء الذين يصابون بالوساوس عليهم أن يحذروا عدو الله ، وأن يتعوذوا بالله من الشيطان ، وألا يعيدوا وضوءا ولا صلاة ، بل يكتفون بالمرة الواحدة ، ولا ينقادون للشيطان إذا قال : ما فعلت ، ما فعلت . لا بل يكذبه بقلبه ، يرغمه ويستعيذ بالله من شره ، ولا يطاوعه ، هذا هو الواجب على كل مسلم ومسلمة ، وفقنا الله وإياك للاستقامة ، وأعاذنا وإياك من طاعة الشيطان ، وأعاذنا أيضا وجميع المسلمين من طاعته ووساوسه .






كلمات دليلية:




أسباب النزول للسيوطي