ج : نعم ، الأفضل إذا لم يكن هناك حرج التأخير إلى ثلث الليل ، ولا بأس أن يؤخر إلى قبيل نصف الليل ، ولا يؤخر عن نصف الليل ، فإن نهاية الوقت نصف الليل ؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ووقت (الجزء رقم : 7، الصفحة رقم: 47) العشاء ما لم ينتصف الليل فإذا أخر إلى ثلث الليل مثل المرأة في بيتها ، والجماعة في قرية أو في محل ، يختارون التأخير ولا مشقة عليهم ، فلا بأس أن يؤخروا ؛ يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أخر ذات ليلة حتى قرب النصف ، وبعض الروايات إلى ثلث الليل ، بين أنه لوقتها ، وقال : لولا أن أشق على أمتي الحاصل أنه إذا اتفق أهل القرية ، أو جماعة مسافرون ، أو أهل البيت من المرضى والنساء أن يؤخروها ، وأنه لا مشقة عليهم فهو أفضل ، تأخيرها عن أول وقتها إلى وسط وقتها ، أو إلى ثلث الليل ، أو إلى قبيل النصف هو أفضل ؛ كما قاله النبي عليه الصلاة والسلام ، أما إذا كانوا جماعة فيجب ملاحظة عدم المشقة عليهم ، في المساجد تصلى في أول وقتها ، وكان يستحب أن يؤخر العشاء عليه الصلاة والسلام ، فلو أخر بعض الشيء حتى يتلاحقوا ، ثم يصلي بهم ، ولا يشق عليهم في التأخير الطويل ، وكان عليه الصلاة والسلام إذا رآهم اجتمعوا عجل ، وإذا رآهم أبطؤوا أخر ، يراعيهم في العشاء ؛ لأن الناس قد تكون لهم حاجات بين العشاءين ، أو قد يكون (الجزء رقم : 7، الصفحة رقم: 48) عندهم ضيوف ، أو قد يكون عندهم أشياء ، فينبغي للإمام في القرية ، وإمام المسجد أن يلاحظ أحوال جماعته ، فإذا رآهم اجتمعوا عجل ولم يشق عليهم ، وإذا رآهم تأخروا أخر مراعاة لأحوالهم ؛ عملا بسنته عليه الصلاة والسلام .