حكم النوم عن الصلاة والتفصيل في ذلك

فتاوى نور على الدرب

736

(الجزء رقم : 7، الصفحة رقم: 129)  74 – حكم النوم عن الصلاة والتفصيل في ذلك س : إنني أضيع صلاة الصبح أحيانا بالنوم ، فهل عليَّ إثم بذلك ؟

ج : فإن هذا فيه تفصيل : إذا كان النوم غلبك وليس لك اختيار فالنوم ليس فيه تفريط ، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ليس في النوم تفريط ، إنما التفريط في اليقظة أما إذا كنت تستطيعين أن تقومي للفجر بوضع الساعة المنبهة ، أو بتكليف من لديك من أهلك بإيقاظك ، ثم تساهلت فتأثمين بهذا ، وعليك خطر ، وعليك أيضا أن تبكري بالنوم ، وألا تسهري حتى تستطيعي أن تقومي للفجر ، فإذا تساهلت بالسهر ، أو بعدم وجود الساعة المنبهة ، أو بعدم توكيل من يوقظك فأنت كمتعمدة ، عليك إثم عظيم ، وقد تكفرين بذلك ؛ لأن من ترك الصلاة عمدا حتى خرج وقتها يكفر عند جمع من أهل العلم ؛ لقول النبي - صلى الله عليه (الجزء رقم : 7، الصفحة رقم: 130) وسلم - : العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر وعن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله تعالى عنهما ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة والتعبير بالرجل لا يخرج المرأة ، الأحكام تعم الجميع ، فقد يعبر بالرجل والحكم عام ، وقد يعبر بالمرأة والحكم عام ؛ لأن الجميع مكلف . وقد قال عبد الله بن شقيق العقيلي رضي الله عنه ورحمه ، وهو تابعي جليل : لم يكن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة . فالصلاة لها شأن عظيم ، فتعمد تركها حتى يخرج وقتها كفر عند جمع كبير من أهل العلم لهذه الأحاديث ، وما جاء في معناها ، أما إذا غلبك النوم كما تقدم فلا شيء عليك ، لكن عليك أن تحتاطي ، عليك أن تضعي الساعة المنبهة على الوقت ، عليك أن تكلفي من يتيسر من أهل بيتك بإيقاظك ، عليك أن تنامي مبكرة حتى تستطيعي القيام ، كل هذا واجب عليك وعلى أمثالك . كثير من الناس يسهر ثم لا يقوم إلى صلاة الفجر ، وهذا منكر عظيم وإثم عظيم ، (الجزء رقم : 7، الصفحة رقم: 131) الواجب على الرجال والنساء عدم السهر الذي يفضي بهم إلى ترك الصلاة ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - زجر عن الحديث بعد العشاء ، وكره النوم قبلها والحديث بعدها ؛ بل زجر عن ذلك بعد العشاء ؛ لأنه قد يفضي إلى ترك صلاة الفجر ، فلا ينبغي السهر إلا لمصلحة شرعية ، كالسهر مع الضيف ، أو مع الزوجة لحاجة الإنسان ثم ينام ، أو في أمور المسلمين ، كالعسس لأمور المسلمين ، والهيئة ونحو ذلك ممن ينظر لمصالح المسلمين ، فالواجب على كل مكلف أن يحتاط لصلاته وينام مبكرا حتى يستطيع القيام لصلاة الفجر ، ويستعين بما يسر الله له من الساعات أو غير الساعات من الموقظين من أهله حتى يؤديها في وقتها مع إخوانه المسلمين ، وحتى تؤديها المرأة في بيتها في وقتها ، وهكذا بقية الصلوات يجب أن تؤدى في الوقت ، ولا يجوز التساهل حتى يضيع الوقت ويخرج الوقت . س : من وضع الساعة المنبهة لصلاة الفجر ، وأوصى أهله فلم يصل إلا متأخرا ؛ لأن النوم غلب عليه ، فما حكم ذلك ؟ وما الحكم إذا تكرر ذلك منه بكثرة ؟ (الجزء رقم : 7، الصفحة رقم: 132)






كلمات دليلية:




عبدالباسط عبد الصمد