ج : المشروع للمؤمن أن يأتي الصلاة بقلب حاضر خاشع ، وأن يقبل عليها حتى يؤديها في غاية العناية ، والإقبال عليها والإخلاص لله والخشوع فيها ، كما قال الله سبحانه : قد أفلح المؤمنون (1) الذين هم في صلاتهم خاشعون ، وفي الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم : أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته، قيل : يا رسول الله ، كيف يسرق صلاته ؟ قال : لا يتم ركوعها ولا سجودها فالواجب على المؤمن والمؤمنة العناية بالصلاة ، وأن يكملها ويتم ركوعها وسجودها ، لكن إذا كان في أول الوقت عنده تعب فإنه لا بأس أن يستريح ، بل الأفضل له أن يستريح ولو صلاها في أثناء الوقت ؛ لأنه إذا صلاها في أثناء الوقت ، ولو في آخره مع الراحة والطمأنينة والخشوع كان أفضل من صلاتها في غير خشوع ولا طمأنينة ، لكن لا يؤجلها إلى خروج الوقت ، لا بد أن تفعل في الوقت ، فالتأخير إلى نصف الوقت ، ثلث الوقت للحاجة الشرعية من التعب أو شدة المرض ونحو هذا ، لا (الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 39) بأس بذلك والحمد لله ، لكن يعتني في إكمالها وإتمامها والطمأنينة فيها ، في أي وقت فعلها ، لا بد من الطمأنينة ؛ لأن الطمأنينة ركن فيها لا بد منه ، أما كمال الخشوع كمال العناية فهذا أفضل ، ولكن الطمأنينة أن يركع مطمئنا ، ويسجد مطمئنا ، ويجلس بين السجدتين مطمئنا ، يعتدل بعد الركوع مطمئنا ، هذا لا بد منه ، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسيء في صلاته أن يعيد ما أخل فيه بهذه الطمأنينة ، وسمى النبي صلى الله عليه وسلم من أخل بهذا سارقا ، قال : أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته، قيل : يا رسول الله ، كيف يسرق صلاته ؟ قال : لا يتم ركوعها ولا سجودها