حكم من سمع أذان الفجر ولم يصل إلا بعد الشروق

فتاوى نور على الدرب

628

108 – حكم من سمع أذان الفجر ولم يصل إلا بعد الشروق س : يقول : إذا سمع المؤذن يرفع الأذان عند صلاة الصبح ، واستحوذ عليّ الشيطان ، ولم أقم للصلاة وصليتها بعد طلوع الشمس ، فما حكمها هل هي قضاء ، ويسقط الفرض أم أني أكون آثما ؟ جزاكم الله خيرا .

ج : أنت بهذا آثم ؛ لأنه ما يجوز لك التساهل ؛ بل يجب القيام إذا أذن بالواجب ، يجب أن تقوم وتصلي مع المسلمين إلا إذا كنت عاجزا (الجزء رقم : 7، الصفحة رقم: 199) مريضا صليت في البيت في الوقت ، أما تأجيلها إلى طلوع الشمس فهذا منكر لا يجوز ، وقال بعض أهل العلم : إنه كفر ، من فعل ذلك إذا تعمد ذلك ، يكفر ؛ لأنه أخرها عن وقتها عمدا ، وتساهلا . فالواجب عليك الحذر ، وأن تصليها في وقتها ، إذا دخل الوقت ولو ما سمعت الأذان ولو أريته بالساعة ، وجب عليك أن تقوم وأن تصلي مع المسلمين ، في المساجد ، والمرأة تصلي في البيت في وقت الصلاة ، ومن أخرها عمدا فهو آثم إثما عظيما ، وكافر كفرا أصغر ، عند الجميع ؛ عند جمهور أهل العلم ، وكفرا أكبر عند بعض أهل العلم ، وهو الصواب ؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة ، وقوله - صلى الله عليه وسلم - : العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر . وهو عام للرجال والنساء إذا تركت المرأة الصلاة عمدا حتى خرج الوقت كفرت ، وهكذا الرجل على الصحيح . فالواجب التوبة والبدار بالتوبة ، من تركها ، ومن قضاها وإن كان متعمدا فلا حرج عليه ؛ خروجا من الخلاف ، لكن لا يلزم القضاء على الصحيح ، وإنما يلزمه التوبة والرجوع إلى الله ، والعمل الصالح ، والاجتهاد في الخير ؛ لقول الله سبحانه : وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى (الجزء رقم : 7، الصفحة رقم: 200) فالواجب على من تركها أن يتوب إلى الله ، وأن يقلع ، وأن يندم ندما عظيما ، وأن يكثر من التطوعات والاستغفار ، والعمل الصالح لعل الله أن يتوب عليه ، سواء كان رجلا أو امرأة ، نسأل الله العافية والسلامة .






كلمات دليلية:




عبدالرحمن السديس