حكم من لا يغتسل من الجنابة إلا بعد أيام

فتاوى نور على الدرب

537

125 - حكم من لا يغتسل من الجنابة إلا بعد أيام س : تقول السائلة : إن زوجي لا يغتسل من الحدث الأكبر إلا بعد يوم أو يومين ، وأحيانا يجلس من العصر إلى اليوم الثاني صباحا ، وفي بعض الأوقات يذهب إلى عمله ويعود في المساء ، ثم يغتسل من الحدث بالرغم من توفر الماء والوقت للاغتسال ، وهو لا يصلي ، وإني دائما أنصحه بالصلاة والاغتسال ، ولكنه لا يستمع إلى كلامي ، وهذا يعذبني كثيرا ، وأنا امرأة مصلية وأعرف أمور ديني ؟

ج : هذا الرجل يظهر من حاله أنه ليس بمؤمن ، ولا يعرف أحكام الدين ، أو يعرفها ويعاندها ، فلا يحل لك البقاء معه ، هذا الرجل يعتبر كافرا ، لأنه ترك الصلاة عمدا ، ولم يبال بها ، ولم يبال بغسل الجنابة ، (الجزء رقم : 7، الصفحة رقم: 222) فهذا يعتبر كافرا وليس للمسلمة أن تبقى مع كافر ، والله سبحانه وتعالى يقول : لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن ويقول جل وعلا : ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا يعني لا تزوجوهم حتى يؤمنوا ، وترك الصلاة كفر أكبر في أصح قولي العلماء ، وإن لم يجحد وجوبها ، فإن جحد وجوبها صار كافرا عند جميع العلماء ، والذي يظهر من زوجك أنه مع تركه لها أنه لا يؤمن بها ، فلو كان يؤمن بها ما فعل هذا الفعل القبيح ، لأن الإيمان يدعوه أن يحترم الصلاة ، وأن يبادر إليها وأن يغتسل من الجنابة ، وقد صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال : العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح عن بريدة رضي الله عنه ، وقال عليه الصلاة والسلام : بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة أخرجه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه ، ولم يقل : إذا جحد وجوبها ، بل أطلق فدل ذلك على أنه يكفر ، ولما سئل صلى الله عليه وسلم عن الأئمة (الجزء رقم : 7، الصفحة رقم: 223) الذين يتخلفون عن الصلاة ، ويظلمون الناس ، سألوه : هل يخرجون عليهم ، قال : لا ، إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان فإنه أخبر صلى الله عليه وسلم أنه يأتي في آخر الزمان أمراء يعرف منهم وينكر من أعمالهم ، فسألوه : هل يخرجون عليهم ؟ هل يقاتلونهم ؟ فقال : لا ، ما أقاموا فيكم الصلاة ، ما صلوا وفي اللفظ الآخر : إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان هذا يدل على أن من ترك الصلاة ولم يقمها فقد أتى كفرا بواحا ، يحل معه الخروج عليه من ولاة الأمر ، أهل الحل والعقد ، حتى يزال عن الرئاسة والإمامة ويجعل من يكون بدلا عنه إماما ، فالحاصل أن هذا الرجل الذي ذكرت صفاته كافر إذا صح ما قلت عنه ، وليس لك البقاء معه بل يجب أن تخرجي إلى أهلك ، أو تبقي مع أولادك إن كان لك أولاد ، وتمتنعين منه وترفعين أمره إلى الحاكم الشرعي ، حتى يفرق بينك وبينه ، وحتى يقام عليه حد (الجزء رقم : 7، الصفحة رقم: 224) الله ، نسأل الله له الهداية .






كلمات دليلية:




اسأل.. والقرآن يجيبك