ج : الواجب ألا يدفن في المسجد قبور ، والواجب أن تكون القبور خارج المساجد في مقابر خاصة ، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يفعلون في البقيع وغير البقيع ، أما الصلاة في المساجد التي فيها القبور فهذه لا تجوز ولا تصح ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ويقول صلى الله عليه وسلم : ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ، ألا فلا تتخذوها مساجد ، فإني أنهاكم عن ذلك والرسول صلى الله عليه وسلم نهى أن تتخذ مساجد ، واتخاذ المساجد للصلاة فيها والاعتكاف فيها ، فلا يجوز هذا الأمر لهذا العمل ، بل يجب أن ينبش الموتى الذين في المساجد ، ويدفنوا في خارج المساجد في المقابر العامة ، إذا كان القبر حدث أخيرا بعد بناء المسجد وجب أن ينبش ، وينقل الرفات إلى مقبرة عامة ، في حفرة مستقلة ، يساوى ظاهرها في القبور ؛ حتى يسلم المسجد حتى يصلى فيه ، ولا يجوز (الجزء رقم : 11، الصفحة رقم: 401) التساهل في هذا الأمر ؛ لأن الرسول لعن من فعل ذلك ، وهو من سنة اليهود والنصارى ، فلا يجوز التشبه بهم في هذا الأمر ، والصلاة باطلة في المسجد الذي فيه قبور ، تكون صلاته باطلة سواء كان في عدن ، أو غير عدن ، وإذا كان المسجد هو الأخير ، أو بني على القبور وجب هدمه ، وألا يبقى ؛ لأنه أسس على الباطل ، فالأول منهما يبقى ؛ إن كان الأول القبر يبقى القبر ويهدم المسجد ، وإذا كان أوله مسجدا وقبره الحالي ينبش القبر ويزال ، ولا يجوز للمسلم أن يصلي في المساجد التي فيها قبور ، والصلاة فيها غير صحيحة ؛ لأن الأحاديث الصحيحة جاءت بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولما ذكرت له أم سلمة وأم حبيبة رضي الله عنهما كنيسة رأتاها بأرض الحبشة ، وما فيها من الصور قال : أولئك إذا مات منهم رجل صالح بنوا على قبره مسجدا ، وصوروا فيه تلك الصور . ثم قال صلى الله عليه وسلم : أولئك شرار الخلق عند الله سماهم شرار الخلق ؛ بسبب عملهم السيئ ؛ وهو البناء على القبور ، واتخاذ المساجد عليها ، وتصوير الصور عليها . فالواجب الحذر ، والواجب على المسلمين في أي مكان الحذر من هذا العمل السيئ ، يجب على المسؤولين في مصر والشام واليمن وغيرها ، يجب عليهم أن يزيلوا القبور إذا كانت وجدت المساجد هي الأخيرة ، أما إن كانت المساجد (الجزء رقم : 11، الصفحة رقم: 402) بنيت عليها هي الأصل وهي الأساس ، ولكن بنيت عليها المساجد يجب أن يهدم المسجد ، ولا يبقى مسجد على القبور ؛ لأن هذا من سنة اليهود والنصارى ، فلا يجوز التشبه بهم ، وهو من وسائل الشرك ؛ فإن البناء على القبر واتخاذ المسجد على القبر ، ووضع الصور في المساجد من أسباب الشرك ، من أسباب الغلو فيه ، والدعاء من دون الله ، والاستغاثة به ، والنذر له والذبح له ، هذا من الشرك الأكبر ؛ أن ينذر الإنسان له ويسأله قضاء الحاجة ، أو شفاء المريض ، أو النصر على الأعداء ، أو ينذر له أو يقول : الغوث الغوث ، أو النصر النصر . أو ما أشبه ذلك ، كل هذا شرك أكبر ، وعبادة لغير الله سبحانه وتعالى ، فالواجب على أهل الإسلام التواصي بإزالة هذا المنكر ، والواجب على أمراء المسلمين إنكار هذا المنكر ، والواجب على العلماء أن يوجهوا الناس ، وأن يعلموا الأمراء والناس ؛ حتى يزيلوا هذه المنكرات من هذه المساجد ؛ وحتى يبعدوا الناس عن الشرك بالله عز وجل . نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق .