ج : السنة رفع الصوت بالأذكار كلها بعد الصلوات : بعد الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ، يقول ابن عباس رضي الله عنهما : إن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم . ويقول رضي الله عنه : كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته يعنى يسمع صوت الذاكرين بعد السلام ، فيعلم أنهم (الجزء رقم : 9، الصفحة رقم: 93) انصرفوا ، كان صبيا صغيرا قد لا يحضر صلاة الجماعة ، فيسمع أصواتهم وهو خارج المسجد ، وكان حين توفي الرسول صلى الله عليه وسلم قد راهق الاحتلام ، وهذا الكلام قاله في حال صغره ، فالمقصود أنه صلى الله عليه وسلم كان يرفع الصوت بالذكر وهكذا الصحابة بعد السلام ، ولهذا سمعه الصحابة ، ونقلوا ذكره صلى الله عليه وسلم ، سمعوه يقول إذا سلم : أستغفر الله ، أستغفر الله ، أستغفر الله ، اللهم أنت السلام ومنك السلام ، تباركت ذا الجلال والإكرام وسمعوه يقول : لا إله إلا الله . إذا انصرف إلى الناس وأعطاهم وجهه يقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، لا إله إلا الله ، ولا نعبد إلا إياه ، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن ، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ، اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد . أخبر الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا ، ثوبان أخبر عن بعض هذا ، وابن الزبير عن بعض هذا ، والمغيرة بن شعبة كذلك ، كلهم أخبروا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهم يسمعونه يأتي بهذه (الجزء رقم : 9، الصفحة رقم: 94) الأذكار ، وهكذا التسبيح يشرع بعد كل صلاة من الخمس أن يقول : سبحان الله ، والحمد لله ، والله أكبر ثلاثا وثلاثين مرة ، سبحان الله ، والحمد لله ، والله أكبر ، يكررها ثلاثا وثلاثين مرة . النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه من فعل ذلك وختمها بكلمة التوحيد يغفر له ، فقال صلى الله عليه وسلم : من سبح ثلاثا وثلاثين ، وحمد الله ثلاثا وثلاثين ، وكبر الله ثلاثا وثلاثين ، وقال تمام المائة : لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير . غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر هذا فضل عظيم . ولما جاءه فقراء المهاجرين فقالوا : يا رسول الله ، ذهب أهل الدثور أي أهل الأموال بالدرجات العلى والنعيم المقيم ، يصلون كما نصلي ، ويصومون كما نصوم ، ويتصدقون ولا نتصدق ، ويعتقون ولا نعتق يعني ما عندنا مال هم يتصدقون ونحن ما نتصدق ، هم يعتقون ونحن ما نعتق ، ما عندنا أموال فقال عليه الصلاة والسلام : " ألا أدلكم على شيء تدركون به من سبقكم وتسبقون من بعدكم ، ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثلما صنعتم ؟ " قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : تسبحون وتحمدون (الجزء رقم : 9، الصفحة رقم: 95) وتكبرون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين مرة هذا يدل على فضل هذا التسبيح والتحميد والتكبير ، وأنه يختمه ب : لا إله إلا الله . أي يختم المائة ب : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير . أو يزيد في التكبيرة ، يكون التكبير أربعا وثلاثين ، يكون الجميع مائة ، كل هذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ويستحب هذا الذكر عند النوم أيضا ، عند النوم يسبح ثلاثا وثلاثين ، ويحمد ثلاثا وثلاثين ، ويكبر أربعا وثلاثين ، الجميع مائة عند النوم ، فاستحب هذا النبي صلى الله عليه وسلم ، وعلمه عليا وفاطمة رضي الله عنهما عند النوم ، وهو تعليم لهما ولغيرهما من الأمة ، التعليم لعلي ولفاطمة تعليم للأمة كلها ، ورفع الصوت مشروع لكن وسط يسمعه من حولهم ، يسمعه من خارج المسجد أنهم سلموا ما فيه شيء متكلف ، صوت عال مسموع كل واحد لنفسه ، كل واحد يذكر الله لنفسه ، ليس بذكر جماعي .