ج : كانت صلاته صلى الله عليه وسلم تخفيفا في تمام ، كما قال أنس رضي الله عنه : ما صليت خلف أحد أتم صلاة ، ولا أتم ولا أخف (الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 66) صلاة من النبي عليه الصلاة والسلام ، كانت صلاته تخفيفا في تمام يتم ركوعها وسجودها واعتدالها بعد الركوع وبين السجدتين ، ولكن لا يطيل إطالة تمل الناس وتشق عليهم ، وهكذا السنة ، أن يصلي المؤمن تخفيفا في تمام ، الإمام والمنفرد ، أما المأموم فهو تابع لإمامه ، ويقول صلى الله عليه وسلم : أيكم أم الناس فليخفف ؛ فإن فيهم الصغير والكبير والضعيف وذا الحاجة ويقول : صلوا كما رأيتموني أصلي عليه الصلاة والسلام ، فالتخفيف أن تتأسى بصلاته صلى الله عليه وسلم ، وهي تخفيف في تمام ، كان يقرأ في الظهر من أوساط المفصل ، وفي العصر أقل من ذلك أخف من الظهر ، وفي المغرب من قصاره ، وتارة من طواله ، وتارة من أوساطه ، والغالب في المغرب أن يقرأ بالقصار ، وكان يقرأ في العشاء بأوساط المفصل ، وفي الفجر بطوال (الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 67) المفصل مثل : ( ق ) ، و ( الطور ) و ( الذاريات ) ونحوها ، وكان يركع ركوعا فيه إتمام وفيه تخفيف ، ربما سبح سبع تسبيحات ، عشر تسبيحات : سبحان ربي العظيم ، سبحان ربي العظيم . ويقول في ركوعه : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي ، سبوح قدوس رب الملائكة والروح . وكان إذا اعتدل بعد الركوع يطمئن ، حتى يرجع كل فقار إلى مكانه ، وكان يعتدل بعد الركوع حتى يقول القارئ قد نسي ، وهكذا بين السجدتين ، يعتدل بين السجدتين ، ويقول : رب اغفر لي ، رب اغفر لي ، اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني واهدني وارزقني ولا يعجل ، حتى يرجع كل فقار إلى مكانه ، وكان في السجود أيضا يطمئن ويسبح عدة تسبيحات ؛ عشر تسبيحات ، وكان أنس رضي الله عنه صلى خلف بعض الأئمة ، فقال : إنه أشبه صلاة بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وكان يعد له في الركوع والسجود عشر تسبيحات ، فإذا سبح عشرا أو سبعا أو خمسا فكل هذا حسن : سبحان ربي العظيم . في (الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 68) الركوع ، و : سبحان ربي الأعلى . في السجود . رب اغفر لي : بين السجدتين ، لكن مع الطمأنينة ، حتى يرجع كل فقار إلى مكانه ، هكذا كان صلى الله عليه وسلم يصلي تخفيفا في تمام ، والسنة للأئمة أن يتأسوا به ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : صلوا كما رأيتموني أصلي وهكذا الأفراد ، إذا صلى الإنسان فردا لمرض أو غيره يتأسى بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وهكذا النساء يصلون كما كان النبي يصلي عليه الصلاة والسلام ، تخفيفا في تمام ، وقد سمعت صفة صلاته عليه الصلاة والسلام ، كان يتم ركوعه وسجوده وكان يعتدل بين السجدتين ويعتدل بعد الركوع ولا يعجل ، وكان يقرأ في الظهر والعصر من أوساط المفصل ، لكن العصر أخف ، وفي المغرب من قصار المفصل ، وربما قرأ من طواله ك ( الطور ) وغيرها ، وربما قرأ ب ( المرسلات ) ، عليه الصلاة والسلام ، فتارة يطيل في المغرب ، وتارة يقصر في المغرب ، عليه الصلاة والسلام ، وفي العشاء بأوساط المفصل ، مثل : ( هل أتاك حديث الغاشية ) ومثل : ( والفجر ) ، ومثل : ( سبح ) ، ومثل : ( والسماء ذات البروج ) ، وفي الفجر يقرأ بطوال المفصل ، مثل : ( الذاريات ) ، و : ( ق (الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 69) والقرآن المجيد ) ، ومثل : ( الطور ) ، ومثل : ( اقتربت الساعة ) ، ومثل : ( تبارك الذي بيده الملك ) ، وأشباه ذلك .