ج : لا شك أن صلاة الجمعة واجبة على المسلمين ، ولكن ليس لك أن تصلي خلف المذياع ، بل الواجب عليك أن تلتمس من المسلمين من يقيم صلاة الجمعة ، وعليك أن تجتهد في ذلك ، فإذا تيسر لك جماعة من المسلمين في أي مسجد من المساجد تصلي معهم الجمعة ولو اثنين ، وتكون أنت الثالث ؛ لأن الصحيح أن الجمعة تنعقد بثلاثة ، فإذا كانوا مستوطنين مقيمين في بلد ليسوا مسافرين بل هم مقيمون مستوطنون فإنكم تصلون جميعا جمعة ، وإذا كانوا أكثر من ثلاثة فأحسن وأحسن ، وينبغي لك وأمثالك من الإخوان الطيبين أن يسعوا في هذا الأمر ، وأن يجتهدوا في إقامة صلاة الجمعة وصلاة الجماعة في المساجد الموجودة ، وأن تحرصوا على فتحها ، لأنه بلغني أن هناك مساجد كثيرة مغلقة ، فينبغي (الجزء رقم : 13، الصفحة رقم: 184) لك أنت وإخوانك أن تسعوا حثيثا في فتح ما تيسر منها ، وأن تقيموا صلاة الجمعة فيما تيسر منها ، ولا تصل خلف مذياع ، لكن إذا لم يتيسر لك أحد فإنك تصلي ظهرا ، تصلي أربعا ظهرا بعد زوال الشمس ودخول الوقت ، ولا تصل الجمعة إلا إذا كان معك اثنان أو أكثر من الناس المستوطنين في البلد ، هكذا بين أهل العلم . ونسأل الله أن يجعلك مباركا وأن يعينك على أسباب الخير ، وأن يجعلك مفتاحا للخير ، أما الغسل فهو سنة مؤكدة يوم الجمعة لمن يصلي الجمعة ، وذهب بعض أهل العلم إلى وجوبه ، وقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال : من جاء منكم الجمعة فليغتسل وقال أيضا عليه الصلاة والسلام : غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم وأن يستاك ويتطيب ، قال جمهور أهل العلم : معنى واجب يعني متأكدا ، فيسن لك الغسل للجمعة إذا كنت تصلي الجمعة ، أما صلاة الأوقات فلا يشرع لها الغسل ، وإن كنت تعلم أن في ثوبك نجاسة أو بدنك نجاسة من لحم الخنزير ودم الخنزير أو من بول أو غير ذلك فاغسل المحل فقط ، وليس عليك (الجزء رقم : 13، الصفحة رقم: 185) الغسل ، عليك أن تغسل ما أصابه الدم أو النجاسة من الخنزير في يدك أو رجلك أو ثوبك ، أما الغسل فلا يلزمك لكن يستحب لك الغسل للجمعة ، ويجب عليك الغسل للجنابة ، إذا جامعت زوجتك أو أنزلت منيا بشهوة فإنك تغتسل للجنابة ، نسأل الله أن يعينك على الخير ، وأن يمنحنا وإياك الفقه في الدين والثبات عليه ، ونوصيك مرة أخرى بالحرص على جمع إخوانك والتعاون معهم وأن تصلوا جميعا الجمعة والجماعة ، وأن تجتهدوا في فتح المساجد وتشجيع من حولها من المسلمين أن يصلوا فيها الجمعة والجماعة ، كل مسجد حوله جماعة يصلون فيه جماعة ، وإذا كانت الجمعة بعيدة عنهم صلوا جمعة أيضا ، وإذا كانوا متقاربين اجتمعوا في واحد من المساجد وصلوا جمعة ، ولا يتفرقون بل يصلون جميعا في مسجد واحد إلا إذا تباعدت المساجد والمحلات تباعدا كثيرا ، فكل حي يصلون في حيهم جمعة إذا صار بعيدا عن الحي الآخر بما يشق معه الذهاب إلى الحي الآخر ، والله المستعان . وقد أوصيناه بأنه يجب عليه ترك العمل في مصنع لحوم الخنزير ، يقول سبحانه : ومن يتق الله يجعل له مخرجا وليس له أن يعمل في مصنع للخنزير ، وليس لأحد أن يساعد صناع ما حرم الله من صناعة الخمر أو بيع لحم الخنزير أو غير هذا مما حرم الله ، ليس للمسلم أن يشاركهم في (الجزء رقم : 13، الصفحة رقم: 186) ذلك ، ولا أن يعينهم في ذلك ، لأن الله يقول : ولا تعاونوا على الإثم والعدوان والنبي صلى الله عليه وسلم لعن الخمر وشاربها ، وساقيها ، وعاصرها ومعتصرها ، وحاملها والمحمولة إليه ، وبائعها ومشتريها ، وآكل ثمنها ، لماذا ؟ لأنهم تساعدوا على الباطل ولأنهم أعانوا أهل الشر ، فلهذا لعنوا ، فالواجب على كل مسلم وعلى كل مسلمة الحذر من الإعانة على ما حرم الله عملا بقوله سبحانه : وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب فالذي يعين على بيع الخمر أو بيع الخنزير أو أكل لحم الخنزير أو شرب المسكر ، أو يعين على أكل الربا أو يكتب الربا أو يشهد على الربا كلهم داخلون في اللعنة ، نسأل الله العافية .