ج : هذه الأحاديث التي ذكرها السائل أحاديث صحيحة ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد حديث متفق على صحته من حديث عائشة رضي الله عنها ، وفي لفظ يقول صلى الله عليه وسلم : من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد أخرجه مسلم في صحيحه ، ويقول صلى الله عليه وسلم : إياكم ومحدثات الأمور ؛ فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة والبدعة هي التي يحدثها الناس في الإسلام مثل الطاعات والقربات ، يقال لها : بدعة ، ما (الجزء رقم : 13، الصفحة رقم: 201) أحدثه الناس في التعبد يقال : بدعة ، مثل الاحتفال بالمولد ، مثل بدعة البناء على القبور ، واتخاذ المساجد على القبور والقباب ، وما أشبه ذلك مما يحدثه الناس ، ومعنى الرد يعني : مردودا ، لكن ما فعله عثمان من الأذان الثاني في خلافته ليس من البدع ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي وهو من الخلفاء الراشدين ، وقد أحدث الأذان الثاني - وهو الأول - من المصلحة ، لمصلحة المسلمين حتى ينتبهوا للجمعة ، ولهذا أقره الصحابة في زمانه وعمله المسلمون من بعده ، لأنه داخل في قول الرسول صلى الله عليه وسلم : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وهكذا ما فعل في عهده من جمع المصحف ، كان الناس يحفظون القرآن في صدورهم ، وفي زمانهم خافوا على الناس أن يضيع منهم القرآن ، فاجتمع رأي الصحابة أنه يكتب في المصاحف حتى يبقى بين أيدي المسلمين وحتى يحفظ ، وكان هذا من الأعمال الطيبة التي وفق الله الصحابة لها . وهكذا ما فعله عمر رضي الله عنه من جمع الناس على إمام واحد في التراويح في رمضان ، وكانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يصلون أوزاعا في المسجد ، كل يصلي (الجزء رقم : 13، الصفحة رقم: 202) لنفسه أو يصلي معه اثنان أو ثلاثة أو أربعة أو أكثر ، ثم جمعهم عمر على إمام واحد ، لأنه رأى أن هذا أولى من تفرقهم ، وتأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى بالناس في رمضان عدة ليال جماعة في رمضان ، ثم قال : خشيت أن تفرض عليكم صلاة الليل فأمرهم أن يصلوا في بيوتهم ، فلما توفي النبي صلى الله عليه وسلم انقطع الوحي ، وأمن فرضها ، فلهذا جمعهم عمر وصارت سنة عمرية ، جمع الناس على إمام واحد في رمضان في التراويح والقيام .