ج : نعم ، هو كمال قال السائل ، كان الأمر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أذانا واحدا مع الإقامة ، كان إذا دخل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الخطبة والصلاة أذن المؤذن ، ثم خطب النبي صلى الله عليه وسلم الخطبتين ، ثم يقام للصلاة ، هذا هو الأمر المعلوم وهو الذي جاءت به السنة كما قال السائل ، وأمر معروف عند أهل العلم والإيمان ، ثم إن الناس كثروا في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه في المدينة ، فرأى أن يزاد الأذان الثالث - ويقال : الأذان الأول - لأجل تنبيه الناس على أن اليوم يوم الجمعة ؛ حتى يستعدوا ويبادروا إلى الصلاة قبل الأذان المعتاد المعروف بعد الزوال ، وتابعه في هذا الصحابة في عهده ، وكان في عهده علي رضي الله عنه ، وعبد الرحمن بن عوف أحد العشرة والزبير بن العوام أحد العشرة أيضا ، وطلحة بن عبيد الله ، وغيرهم من أعيان الصحابة وكبارهم ، وهكذا سار المسلمون على هذا في غالب الأمصار والبلدان تبعا لما فعله الخليفة الراشد رضي الله عنه عثمان ، وتابعه عليه الخليفة الراشد أيضا علي رضي الله عنه وأرضاه ، وكذا بقية الصحابة ، فالمقصود أن هذا حدث في خلافة عثمان وبعده (الجزء رقم : 13، الصفحة رقم: 207) واستمر عليه غالب المسلمين في الأمصار والأعصار إلى يومنا هذا ، وذلك أخذا بهذه السنة التي فعلها عثمان رضي الله عنه ، لاجتهاد وقع له ونصيحة للمسلمين ، ولا حرج في ذلك ، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وهو من الخلفاء الراشدين رضي الله عنه ، والمصلحة ظاهرة في ذلك ، فلهذا أخذ بها أهل السنة والجماعة ، ولم يروا بهذا بأسا لكونها من سنة الخلفاء الراشدين عثمان وعلي ومن حضر من الصحابة في ذلك الوقت رضي الله عنهم جميعا .