ج : أولا الواجب عليك الخروج من هذه الدولة ، لأن وجودك فيها خطير على دينك وأخلاقك ، فالواجب عليك أن تغادرها وأن تذهب إلى بلاد المسلمين ، إلى بلادك أو غيرها من بلاد المسلمين التي تستطيع فيها إظهار دينك وإقامة شعائر دينك ، وأداء الصلاة في أوقاتها مع إخوانك ، فالجلوس في بلاد الشيوعيين خطر عظيم ، فالواجب عليك الحذر والبدار (الجزء رقم : 13، الصفحة رقم: 174) بالخروج إلى بلاد المسلمين ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين فنصيحتي لكل مسلم بين المشركين في أي بلاد سواء كان في بلاد شيوعية أو يهودية أو نصرانية أو غير ذلك أن يبتعد عن الخلطة مع المشركين والإقامة بين أظهرهم ، إلا أن يكون من أهل علم ممن يدعوا إلى الله ويعلم الناس الخير ، وتكون إقامته فيها مصلحة للمسلمين ، ودعوة لهم إلى الخير مع كونه لا يخشى على نفسه في ذلك ، فهذا خير عظيم . وله فضله - أي فضل الدعوة - وإلا فليحذر ولينتقل إلى إخوانه المسلمين ، وليكن مع المسلمين في بلدانهم وقراهم حتى يشاركهم في الخير ويعينهم عليه ، وعلى ترك الشر ، أما ما دمت في الحال الذي قلت ، ما دمت في هذا العمل وأنت لا تستطيع فالله جل وعلا لا يكلف نفسا إلا وسعها ، يقول سبحانه : فاتقوا الله ما استطعتم فصل الظهر في محل عملك حتى يجعل الله لك فرجا ومخرجا ، وتستطيع الخروج إلى الجمعة . أما إن كان المانع نقص الدراهم أو لأنه يخصم عليك بعض الشيء (الجزء رقم : 13، الصفحة رقم: 175) هذا ليس بعذر ، فعليك أن تخرج وتصلي الجمعة ، ولو خصموا عليك بعض الدراهم ، ولو خصموا عليك شيئا من الرواتب الأخرى ، إذا كان لك رواتب أخرى غير المعاش فالحاصل أنه إذا كان المانع أنه يحصل لك نقص في المرتب أو في أمور دنياك فليس هذا بعذر ، اخرج وصل صلاة الجمعة ، وأبشر بالخير وبالخلف العظيم لما قد يحصل لك من النقص ، ولا تتساهل في هذا الأمر من أجل المادة ، أما إن كان عجزك من أجل القوة أنهم يمنعوك بالقوة فأنت معذور والحمد لله . وصل ظهرا واجتهد في الخروج من هذه البلدة إلى بلد تستطيع فيها إقامة دينك ، والله المستعان .