حكم تأخير قضاء الفرض إلى فرض مثله

فتاوى نور على الدرب

573

110 - حكم تأخير قضاء الفرض إلى فرض مثله س : إذا فات شخصا فرض ، فهل يجوز قضاء هذا الفرض مع الفرض الثاني ؟ وهل يجوز صلاة الفجر بعد طلوع الشمس ؟ وهل يجوز قراءتها سرا أم جهرا ؟ أفيدونا (الجزء رقم : 7، الصفحة رقم: 201)

ج : إذا فات المؤمن بعض الصلوات لنوم أو نسيان فإن الواجب عليه البدار بقضائها ، ولا يؤخر ذلك إلى صلاة أخرى ، من الواجب البدار بالقضاء حالا ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : من نسي صلاة أو نام عنها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ، فالواجب البدار إلى أن يؤدي الصلاة التي نام عنها أو نسيها ، وليس لها وقت نهي ، فلو نسي الظهر فلم ينتبه لها إلا العصر بادر وصلاها وصلى العصر ، ولو نسي العصر فلم ينتبه لها إلا عند الغروب بادر ، وهكذا لو نسي المغرب أو العشاء ثم ذكرها في أثناء الليل بادر وسارع إلى ذلك ولا يؤخر إلى صلاة أخرى ، بل هذا واجب عليه وليس له تأخير الصلاة إذا ذكرها ، وليس له تأخير الصبح إلى ما بعد طلوع الشمس ، لا يجوز لا للرجال ولا للنساء ، بل الواجب أن تصلى في الوقت ، الرجل يصليها في الجماعة يخرج إلى المساجد بيوت الله جل وعلا مع المسلمين ، والمرأة تصليها في البيت في وقتها قبل الشمس ، ولا يجوز لمسلم ولا لمسلمة تأخير صلاة الفجر إلى ما بعد طلوع (الجزء رقم : 7، الصفحة رقم: 202) الشمس ؛ لأن حد الوقت طلوع الشمس إذا طلعت الشمس خرج الوقت ، فلا يجوز لمسلم أبدا أن يؤخرها إلى طلوع الشمس ، ولا لمسلمة أيضا ، بل هذا من عمل المنافقين نعوذ بالله ، والله يقول جل وعلا : فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا يعني خسارا ودمارا ، وقيل : إن غيا واد في جهنم بعيد قعره خبيث طعمه ، نسأل الله العافية . قال ابن عباس رضي الله عنهما في هذا : ليس المراد أنهم تركوها لو تركوها لكفروا ، ولكن أخروها عن وقتها ، هذا الوعيد لمن أخرها عن وقتها نسأل الله السلامة ، أما من تركها فإنه يكفر ، ومن تركها بالكلية يكون كافرا بذلك - نعوذ بالله - كما تقدم ، فالحاصل أنه لا يجوز لأي مسلم ولا لأية مسلمة تأخير الصلاة عن وقتها لا الفجر إلى طلوع الشمس ، ولا الظهر إلى وقت العصر ، ولا العصر إلى وقت المغرب ، ولا إلى أن تصفر الشمس ، ولا المغرب إلى أن يغيب الشفق ، ولا العشاء إلى نصف الليل ، بل يجب أن تصلى كل صلاة في وقتها ، هذا الواجب على المسلمين الرجال والنساء ، الرجل يصليها في (الجزء رقم : 7، الصفحة رقم: 203) جماعة مع المسلمين ، وليس له تأخيرها عن الجماعة ، وليس له تأخيرها عن الوقت ، والمرأة عليها أن تصليها في الوقت في بيتها وليس لها أن تؤخرها عن الوقت ، وإذا كان النوم قد يغلب في الفجر فينبغي أن توضع ساعة - الساعة المنبهة - وتركد على الوقت حتى إذا جاء الوقت نبهتهم على وقت الصلاة ؛ لأن هذا من الأسباب التي تعين على الخير ، وإذا كان عنده من يوقظه فالحمد لله ، فالحاصل أن الواجب على المسلم والمسلمة أن يهتم بهذا الأمر ، فإذا كان عندهما من يوقظهما لصلاة الفجر فالحمد لله ، وإلا وجب أن توضع ساعة عندهما للتنبيه على وقت الصلاة حتى يقوم الرجل فيصلي مع المسلمين ، وحتى تقوم المرأة وتصلي الصلاة في وقتها ، هذا هو الواجب ، وما أعان على الواجب وجب . أما القراءة في صلاة الفجر لمن يصلي وحده ، فإن من فاتته صلاة الفجر مع الجماعة يقرؤها جهرا لا بأس ، يؤديها كما شرع الله ، فالنبي صلى الله عليه وسلم لما فاتته صلاة الفجر ولم يصلها إلا بعد طلوع الشمس صلاها كما كان يصليها في الليل ، يعني في أول النهار كما كان يصليها بعد طلوع الفجر ، يعني يصليها كما هي ركعتين بصلاة جهرية ، ويصلي راتبتها قبلها كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم . (الجزء رقم : 7، الصفحة رقم: 204)






كلمات دليلية:




من استصغر ذنبه أخر توبته