ج : أنت مخير ، إن بدأت بالفرض كفى عن تحية المسجد ؛ لأن المقصود ألا يجلس المؤمن في المسجد إلا بعد صلاة ، وصلاة الفريضة أعظم من (الجزء رقم : 13، الصفحة رقم: 310) التحية ، إذا دخل الإنسان فيها كفت عن تحية المسجد ، كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي من بيته إلى المسجد فيبدأ بالفريضة ، وتكفيه عن تحية المسجد عليه الصلاة والسلام ، وهكذا الأئمة في الغالب يأتون من بيوتهم ثم يقصدون محل الفريضة ، تقام الصلاة ويبدؤون بالفريضة ، ومن صلى ركعتين قبل ذلك في المسجد قبل إقامة الصلاة فلا بأس إلا الجمعة ، فالأفضل للإمام أن يتأخر في بيته ، فإذا جاء بدأ بالخطبة ، وتكفيه الفريضة عن تحية المسجد ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأتي فيدخل المسجد ويقصد المنبر ويجلس عليه ، ثم يؤذن المؤذن ، ثم يخطب عليه الصلاة والسلام ، ولم يحفظ عنه ولو مرة واحدة أنه صلى ركعتين حين يدخل يوم الجمعة ؛ لأن جلوسه جلوس خفيف على المنبر ، ثم يشرع في الصلاة ، جلوسه لانتظار الأذان ، وجلوسه بين الخطبتين ، وكلاهما جلوس خفيف حتى يؤدي الخطبة عليه الصلاة والسلام ، فالأئمة مثله يتأسون به عليه الصلاة والسلام .