ج : المؤمن يلتمس ما هو الأنفع له وما هو أكثر أثر في قلبه ، فإذا كانت الصلاة مع البعيد تؤثر في القلب أكثر ، وينتفع بها أكثر بحسن أسلوب خطابته ، ولعنايته بالخطبة واهتمامه بها فهذا أولى سواء كان يخطب بالورقة أو عن ظهر قلب ، ولا عيب على الخطيب بالورقة لأنها قد تكون أضبط لخطبته وأثبت له ، فإذا كان يخطب بالورقة ولكنه يحسن الخطبة ويجيدها ويعتني بما يكتب في الورقة هذا طيب ولا لوم عليه ، ولا عيب (الجزء رقم : 13، الصفحة رقم: 225) عليه في ذلك ، وبعض الناس الذين يخطبون من دون ورقة قد يغلطون كثيرا وقد يرددون الكلام على غير فائدة ، فأنت يا أخي عليك أن تستعمل ما هو أصح لقلبك وما هو أنفع لك ، فالمسجد البعيد فيه زيادة الخطى ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : أعظم الناس في الصلاة أجرا أبعدهم فأبعدهم ممشى وإذا كانت خطبته أنفع لقلبه وأشد أثرا فيه فلا مانع من الذهاب إليه ، أما كونها بالورقة أو من غير ورقة فهذا لا ينبغي أن يكون له أثر ، بل الخطبة من الورق ومن غير ورقة كلها جائزة والحمد لله ، والخطيب ينظر ما هو أصلح .