ج : يجب عليهم أن يصلوا مع إخوانهم في الجامع الثاني ، وإن كان بعيدا عليهم وجب عليهم أن يصلوا في محلهم ، أما تركها فلا يجوز ، هذا منكر عظيم ، نعوذ بالله من ذلك ، بل تقدم ما يدل على أنه ردة ترك الصلاة بغير عذر شرعي ، يقول صلى الله عليه وسلم : لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ، ثم ليكونن من الغافلين وقال عليه الصلاة والسلام : من ترك الجمعة ثلاث مرات تهاونا بها طبع على قلبه فالحاصل أن الواجب على المسلم أن يصلي الجمعة ، وأن يحافظ عليها إذا كان مقيما غير مسافر ، وإذا كانت قريته ليس فيها جمعة لصغرها (الجزء رقم : 13، الصفحة رقم: 137) وبجانبها قرية فيها جمعة صلى مع إخوانه في القرية الثانية ، وإن كان فيه مشقة أقام الجمعة في محله في القريتين ، هذه فيها جمعة ، وهذه فيها جمعة ، لكن إذا كانتا متقاربتين جدا كالقرية الواحدة صلوا جمعيا في مسجد واحد إذا كان المسجد يسعهم وإلا صلوا في مسجدين كما لو تباعدت القرى يصلي كل واحد في مسجده ، ولا يصح لأهل القرية أن يهملوها ، إما أن يصلوا وحدهم إذا كانوا بعيدين ، وإما أن يصلوا مع إخوانهم الذين تقام عندهم الجمعة ، ولا يجوز التساهل في هذا التهاون ، بل يجب البدار بالصلاة مع إخوانهم الذين يصلون الجمعة ، أو يجمعون جمعة عندهم ، يسألون المحكمة عندهم أو المفتي إذا كان في بلادهم مفت حتى يوجههم للحكم الشرعي ، وحتى يبين لهم ما يجب عليهم ، ولا يجوز التساهل في هذا الأمر ، وإن كان السائل في السعودية فلا مانع أن يكتب لنا حتى ننظر في الموضوع ، حتى إذا كانتا القريتان متقاربتين وأمكن صلاتهم جميعا الحمد لله ، وإلا كل قرية تقيم جمعة لوحدها .