ج : المسافر يقصر ويجمع ولا حرج عليه بل سنة ، والقصر أن يصلي الأربع ثنتين ، الظهر والعصر والعشاء ، هذا القصر ، وأما ضم العصر إلى الظهر ، وضم المغرب إلى العشاء هذا يقال له : جمع ، وبعض العامة يغلط في هذا ويسمي الجمع قصرا ، والصواب أن الجمع ضم الظهر إلى العصر ، وضم المغرب إلى العشاء ، وهذا يسمى جمعا . والقصر معناه أن يصلي الظهر ركعتين ، والعصر ركعتين ، والعشاء ركعتين ، هذا يسمى قصرا ، فالمسافر يشرع له أن يقصر ما دام في السفر (الجزء رقم : 13، الصفحة رقم: 27) ولو صلاها في الوقت ولم يجمعها ، هذا السنة ، لكن إذا دعت الحاجة إلى الجمع جمع ، كأن يعزم على الرحيل بعد زوال الشمس ، فالأفضل له أن يضم العصر إلى الظهر ، ويصلي جمع تقديم ثم يمشي ، وكذلك لو ارتحل بعد غروب الشمس من مكانه إلى مكان آخر وهو في السفر فإن الأفضل له أن يضم العشاء إلى المغرب جمع تقديم ، وهكذا بالعكس لو ارتحل قبل الزوال فإن السنة له أن يؤخر الظهر مع العصر فيكون جمع تأخير ، أو ارتحل قبل غروب الشمس فإن الأفضل له أن يؤخر المغرب إلى العشاء ويصليهما جمع تأخير ، هكذا كان يفعل عليه الصلاة والسلام ، أما إذا كان مقيما مستريحا فإنه يصلي كل صلاة في وقتها ، هذا هو الأفضل ، ولهذا لما كان النبي صلى الله عليه وسلم في منى في حجة الوداع صلى الصلوات في أوقاتها ، ما جمع . فالحاصل أن المقيم المستريح الأفضل له ألا يجمع وإن كان مسافرا ، وإن كان في أثناء السفر في البر الأفضل له عدم الجمع ، لكن إذا دعت الحاجة إلى الجمع فلا حرج في ذلك .