ج : السنة في السفر القصر والفطر ، ومن أتم في السفر أو صام في السفر فلا حرج عليه ، إذا أتم وإذا صام لا حرج عليه ولكن الأفضل أنه في السفر يفطر ويقصر ، ويصلي الرباعية ركعتين ، هذا هو السنة التي كان النبي يفعلها عليه الصلاة والسلام وأصحابه ، وكان يصوم في السفر وربما أفطر عليه الصلاة والسلام في السفر ، وهكذا كان أصحابه يسافرون ومنهم الصائم ومنهم المفطر ، وقد دلت السنة على أن الإفطار أفضل ولا سيما مع شدة الحر ، فالفطر أفضل والقصر أفضل بكل حال إذا سافر يقصر ركعتين ، والسفر الذي تقصر فيه الصلاة هو ما يعد سفرا عرفا هذا هو السفر هو الذي يحتاج إلى الزاد والمزاد ، يحتاج إلى الماء ، يحتاج إلى الطعام ، إذا سافر الإنسان في الطريق الذي ما فيه قهاوي ولا فيه شيء يحتاج فيه إلى الزاد والمزاد هذا هو السفر ، وحده الأكثرون (الجزء رقم : 13، الصفحة رقم: 62) بمسافة يومين قاصدين نحو سبعين كيلو ، ثمانين كيلو ، هذا سفر ، إذا كانت المسافة سبعين كيلو ، ثمانين كيلو وما يقارب ذلك هذا يعد سفرا ، ويحتاج إلى الزاد والمزاد إذا كان في جهة ليس فيها قهاوي في الطريق ، فإن العاقل لا يسافر إليه إلا باحتياط ، معه ماء ، معه طعام لئلا يتعطل في الطريق ، أما الطرق التي فيها القهاوي وفيها المطاعم فالناس لا يحتاجون فيها إلى زاد ومزاد ، بوجود ما يكفيهم في الطرقات فلا تعتبر هذه ، فالحاصل أن ما كان مسافته من الطريق ما يساوي ثمانين كيلو ، سبعين كيلو مثل ما بين الطائف ومكة ، وجدة ومكة ، كل هذا يعتبر سفرا ، وهكذا ما أشبه ذلك يعتبر سفرا لكن لا ينبغي للمؤمن أن يصلي وحده بل يصلي مع الناس إذا وجد مسجدا يصلي معهم ، إذا كان جماعة موجودين يصلي معهم أربعا إذا كانوا مقيمين ، لا يصلي وحده ثنتين ؛ لأن الجماعة واجبة ، فالمسافر إذا صادف جماعة مقيمين صلى معهم أربعا ، ولا يصلي وحده فإن لم يجد صلى وحده ثنتين لأنها السنة ، أو كان معه جماعة مسافرون يصلي هو وإياهم جميعا ثنتين الظهر والعصر والعشاء ، أما المغرب فتصلى ثلاثا دائما لا تقصر ، والفجر على حالها ثنتان لا تقصر ، إنما القصر في الظهر والعصر والعشاء ، هذه الصلوات الثلاث هي محل القصر ، والله سبحانه وتعالى أعلم .