س: هل القصر والجمع للحجاج في منى وعرفة ومزدلفة - يوم التروية ويوم عرفة وليلة جمع - وأيام التشريق الثلاثة عام (الجزء رقم : 30، الصفحة رقم: 208) للحجاج كلهم بما في ذلك حجاج مكة المكرمة ، وإذا كان القصر والجمع عامًّا لجميع الحجاج، فهل ذلك خاص في المشاعر الثلاثة منى وعرفة ومزدلفة أم هو من خصائص الحج، فيجوز في هذه المشاعر الثلاثة وفي غيرها من أحياء مكة ، وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، صلى يوم العيد الظهر بمكة حينما أفاض طواف الإفاضة ، فهل قصر أو أتم، وإذا كان قصر وهو المشهور فيفرض أنه صلى الله عليه وسلم قد ائتم بصلاته مجموعة من الحجاج، وفيهم حجاج أهل مكة حينما أفاضوا لإفاضته لطواف الإفاضة، فهل قصروا الصلاة معه أو قال لهم كما قال لهم في الأبطح قبل الإحرام بالحج، أتموا يا أهل مكة فإنا قومٌ سَفْر؟
ج: ظاهر السنة الصحيحة المعلومة من حجة النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع، أن جميع الحجاج يقصرون في منى فقط من دون جمع، ويجمعون ويقصرون في عرفة ومزدلفة ، سواء كانوا أفقيين أو من أهل مكة وما حولها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل لأهل مكة أتموا. (الجزء رقم : 30، الصفحة رقم: 209) وأما صلاته يوم العيد في مكة الظهر فقد صلاها قصرا، ولم يزل يقصر حتى رجع إلى المدينة ، كما ثبت ذلك في الأحاديث الصحيحة من حديث أنس وغيره، ولم يقل لأهل مكة أتموا؛ لأن ذلك معلوم في حق المقيمين في مكة . ويروى أنه قال ذلك يوم فتح مكة حيث صلى بالناس قصرا في المسجد الحرام ، وفي السند مقال، لكن يتأيد بالأصل، وهو أن المقيمين في مكة وغيرها، ليس لهم القصر؛ لأنهم ليسوا مسافرين، والقصر يختص بالمسافرين، والله ولي التوفيق.