مسألة في حكم صلاة الطلاب الذين تبعد عنهم المدرسة مسافة قصر

فتاوى نور على الدرب

491

س : أنا طالب جامعي أدرس في جامعة تبعد عن مدينتي مائة وخمسين كيلو مترا ، وأرجع إلى مدينتي كل أسبوع أو أسبوعين ، وأثناء الدراسة أسكن في المدينة الجامعية ، فهل أعتبر نفسي مسافرا وأقصر الصلاة ، وأحرص فقط على ركعتي الفجر والوتر ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحرص عليهما في السفر ؟ أفيدوني عن ذلك

ج : الواجب عليك أن تصلي صلاة المقيم لأنك مقيم ، فعليك أن تصلي صلاة مقيم أربع ركعات ، ولست بمسافر ، وعليك أن تصوم مع الناس رمضان ، لأن المسافر هو الذي يقيم إقامة محدودة أربعة أيام فأقل ، فإذا كانت الإقامة أكثر من ذلك عند جمهور أهل العلم فإنه يلزمه الإتمام ويلزمه الصوم ، ولا يكون له حكم المسافر ، وهذا القول فيه احتياط للدين وبعد عن التساهل ، والأخذ بالرخص التي يسعى لها بدون دليل واضح فنوصيك بأن تصلي مع الناس أربعا ، وتحافظ على صلاة الجماعة ، وتصوم (الجزء رقم : 13، الصفحة رقم: 57) مع الناس رمضان ، وألا تعتبر نفسك مسافرا ، لأنك مقيم إقامة طويلة لأجل الدراسة وهكذا عند زيارته لأهله ما دام نيته الإقامة عند أهله إذا فرغ من الدراسة ، إنما أقام من أجل الدراسة ، هذا بلد له ووطن له ، أما إذا نوى الانتقال إلى بلد الجامعة وترك وطنه فإذا جاء إلى أهله زيارة فله القصر إذا كانت المدة أربعة أيام فأقل ، ولا يصلي وحده ، لأن الجماعة متعينة ، فيصلي مع الناس أربعا ، لكن لو فاتته الجماعة صلى ثنتين ، هذا إذا كانت الإقامة محدودة ، أربعة أيام فأقل ، إذا كان ما عنده نية الإقامة مع أهله إذا انتهى من الجامعة ، أما إذا كان إنما أقام من أجل الدراسة ولكن نيته العودة إلى وطنه والبقاء في وطنه فهذا لا يزال وطنيا في وطن أهله . ومن الأدلة على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم انتقل من مكة إلى المدينة وكان مستوطنا بالمدينة ، ولما رجع إلى مكة صلى ثنتين ، لأنه مسافر قد انتقل من مكة واعتبرها غير وطن له ، واعتبر المدينة هي الوطن ، فلما رجع إلى مكة في حجة الوداع لم يتم بل قصر .






كلمات دليلية:




الاقتصاد في النفقة نصف المعيشة