بيان كيفية صلاة الاستسقاء

فتاوى نور على الدرب

1225

س : حدثوني وبالتفصيل - جزاكم الله خيرا - عن صلاة الاستسقاء ، وكيف هي ؟ جزاكم الله خيرا

ج : صلاة الاستسقاء سنة ، قد فعلها المصطفى صلى الله عليه وسلم لما أجدبت المدينة ، خرج بالناس بعد ارتفاع الشمس وصلى بهم ركعتين مثل صلاة العيد ، هذا هو السنة ، يصلي ركعتين ، ثم يخطب الناس ويذكرهم ، ويكثر في خطبته من الدعاء وسؤال الله الغيث ، والنبي صلى الله عليه وسلم لما صلى خطب الناس وذكرهم ورفع يديه ودعا ، قال : اللهم اسقنا غيثا مغيثا ، هنيئا ، مريئا ، غدقا ، مجللا ، طبقا عاما ، نافعا غير ضار ، عاجلا غير آجل تحيي به البلاد ، وتسقي به العباد ، إلى آخر دعواته الكثيرة عليه الصلاة والسلام . فالمقصود أن صلاة الاستسقاء ركعتان مثل صلاة العيد ، يجهر فيهما بالقراءة ، ويكبر في الأولى سبع تكبيرات ، وفي الثانية خمس تكبيرات ، ويقرأ فيهما بسبح والغاشية بعد الفاتحة ، أو بالجمعة والمنافقون بعد الفاتحة ، أو يقرأ بغير ذلك بعد الفاتحة فلا بأس . وإن خطب قبل الصلاة فهذا فعله النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الأحيان ، ولكن كونه يصليها كالعيد كما هو عليه العمل الآن فهو (الجزء رقم : 13، الصفحة رقم: 404) الأولى ؛ حتى تكون الصلاة جميعها على نمط واحد . والسنة أن يقوم بها المسلمون عند الجدب في كل مكان بحسبه ، فإذا أجدبت الأرض في جيزان مثلا ، أو في الشمال في الجوف أو حائل استسقوا ، ولو ما استسقى الجهات الأخرى ، فإذا كان مثلا جهة الشمال خصبا وجهة الجنوب جدبا يستسقي أهل الجنوب جيزان ، أبها ، غامد ، إلى غير ذلك . وإذا كان جهة الجنوب خصبا وجهة الشمال جدبا كحائل أو الجوف أو تبوك استسقوا ، يستسقي الأئمة والخطباء في الجمعة في خطب الجمعة ، أو يخرج أمير البلد وقوادها والمسلمون إلى الصحراء ويصلون ركعتين . وليس من شرطها إذن ولي الأمر ، ما يحتاج إلي استئذان ، فإذا أجدبت الأرض خرج ، نبه الحاكم رئيس المحكمة أو الأمير بالاتفاق مع المحكمة ، يتفقون على يوم معين ويبلغون الناس أنهم سيستسقون في اليوم الفلاني حتى يخرج الناس إلى الصحراء ، فيستسقي بهم خطيب الجامع ، أو من يراه الحاكم الشرعي ، يستسقي بهم ويكرر الاستسقاء مرتين ، ثلاثا ، ما دام الجدب موجودا ، ولو صلاها عدة مرات في كل واحدة أو شهرين ، كله سنة . ويسن أيضا الاستسقاء في خطبة الجمعة ، النبي صلى الله عليه وسلم فعل هذا استسقى في الجمعة ، رفع يديه واستسقى ، وهكذا خرج (الجزء رقم : 13، الصفحة رقم: 405) للصحراء وصلي ركعتين عليه الصلاة والسلام ، كله سنة هذا وهذا ، والمشروع لأئمة الجوامع أن يستسقوا في الخطب في البلاد التي فيها جدب ، وليس هناك حاجة إلى أن يستأذن الأمير أو الحاكم أو ولي الأمر إذا كان الجدب موجودا معروفا .






كلمات دليلية:




محمود خليل الحصري