ج : صلاة الاستسقاء مثل صلاة العيد ، يصلي ركعتين ، ويكبر في الأولى سبعا ، وفي الأخرى خمسا ، يكبر تكبيرة الإحرام ، وستا بعدها ، ثم يستفتح ، ثم يقرأ الفاتحة وما تيسر معها ، ثم يركع ، ثم يرفع ، ثم يسجد سجدتين ، ثم يقوم للثانية ويصليها مثل صلاة العيد ، يكبر خمس تكبيرات إذا اعتدل ، ثم يقرأ الفاتحة وما تيسر معها ، ثم يقرأ التحيات ، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم يدعو ، ثم يسلم مثل صلاة العيد ؛ لأنه صلاها كما كان يصلي في العيد عليه الصلاة والسلام ، ثم يقوم ويخطب الناس خطبة يعظهم فيها ويذكرهم ويحذرهم من أسباب المعاصي ، ومن أسباب القحط ، ويحذرهم من المعاصي ؛ لأنها أسباب القحط وأسباب حبس المطر ، وأسباب العقوبات ، ويحذر الناس من (الجزء رقم : 13، الصفحة رقم: 400) أسباب العقوبات من المعاصي والشرور ، وأكل أموال الناس بالباطل ، والظلم ، وغير ذلك من المعاصي ، ويحثهم على التوبة والاستغفار ، ويقرأ عليهم الآيات الواردة في ذلك ، والأحاديث ، ثم يدعو ربه رافعا يديه ، ويرفع الناس أيديهم يدعون ، يسألون ربهم الغوث ، ومنها : اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ثلاث مرات اللهم اسقنا غيثا مغيثا ، هنيئا ، مريئا ، غدقا ، مجللا ، سحا ، طبقا ، عاما ، نافعا ، غير ضار ، تنمي به البلاد ، وتغيث به العباد ، وتجعله يا رب بلاغا للحاضر والباد هذا من الدعاء الذي دعا به النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم أنبت لنا الزرع ، وأدر لنا الضرع ، واسقنا من بركاتك . فلنلح في الدعاء ، ونكرر في الدعاء : اللهم اسقنا الغيث ، ولا تجعلنا من القانطين ، مثل ما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم يستقبل القبلة في أثناء الدعاء ، يستقبل القبلة وهو رافع يديه ، ويكمل الدعاء بينه وبين ربه وهو رافع يديه ، ثم ينزلها ، والناس كذلك يرفعون أيديهم ويدعون مع إمائهم ، وإذا استقبل القبلة كذلك يدعون معه في استقبال القبلة بينهم وبين أنفسهم ، ويرفعون أيديهم ، والسنة أن يحول رداءه في أثناء الخطبة عندما يستقبل القبلة ، (الجزء رقم : 13، الصفحة رقم: 401) يحول رداءه ، يجعل ما على الأيمن على الأيسر إذا كان عليه رداء أو بشت ، إن كان بشتا يقلبه ، وإن كان ما عليه شيء الغترة يقلبها ، قال العلماء : تفاؤلا بأن الله يحول القحط إلى الخصب ، ويحول الشدة إلى الرخاء ؛ لأنه جاء في الحديث المرسل عن محمد بن علي الباقر أن النبي صلى الله عليه وسلم حول رداءه ليتحول القحط يعني تفاؤلا . وثبت في الصحيحين من حديث عبد الله بن زيد ، أن النبي صلى الله عليه وسلم حول رداءه لما خرج من صلاة الاستسقاء فالسنة للمسلمين كذلك ، أما في خطبة الجمعة لم يحول رداءه عليه الصلاة والسلام ، دعا واستغاث وهو في خطبة الجمعة في ضمن دعائه عليه الصلاة والسلام ، والاستغاثة تكون في خطبة الجمعة ، وتكون في خطبة العيد ، وتكون في غير ذلك ، ليست سواء للجالس في البيت أو في السوق لا بأس ، دعاء الاستسقاء مطلوب من الفرد والجماعة ، لكن إذا صلى بهم ركعتين خرج بهم إلى الصحراء وصلى بهم ركعتين كالعيد فإنه يخطب بعد ذلك ، ويدعو ويحول رداءه كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم عند استقباله للقبلة ، (الجزء رقم : 13، الصفحة رقم: 402) ويجوز أن يخطب قبل ذلك - قبل الصلاة - ، ثم يصلي بعد ذلك ، جاء هذا وجاء هذا عن النبي ، جاء أنه خطب قبل الصلاة ، وأنه خطب بعد الصلاة كالعيد ، وقبل الصلاة كالجمعة ، وكل هذا فعله النبي صلى الله عليه وسلم ، فعل هذا وهذا عليه الصلاة والسلام ، والمقصود هو الدعاء والضراعة إلى الله ، ورفع الشكوى إليه جل وعلا في إزالة القحط والشدة ، وفي إنزال المطر والغوث منه سبحانه وتعالى ، وقد جاء في بعض الأحاديث أنه ركع ثلاث ركوعات ، وبعضها أربع ركوعات ، وبعضها خمس ركوعات ، لكن الأصح والأرجح عند المحققين من أهل العلم أنه صلى ركعتين بركوعين فقط ، بركوعين وقراءتين ، هذا هو الأصح فيما جاء في هذا كما تقدم ، صلى ركعتين ، في كل ركعة قراءتان وركوعان وسجدتان ، ثم قرأ التحيات وصلى على النبي ودعا ، ثم لما سلم خطب الناس وذكرهم ، وبين لهم أحكام الاستسقاء ، وبين لهم عقوبات الذنوب والحذر منها ، وبين لهم أنه ينبغي لهم الصدقة والإحسان ، والإكثار من ذكر الله واستغفاره ، وهكذا ينبغي لأمته في الصلاة والخطب ، فيذكروا الناس وينبهوهم كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم .