ج : المؤمن ينبغي له أن يبذل وسعه في قيام الليل ، وإذا خشي ألا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جابر رضي الله عنه عند مسلم : من خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله ، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل ، فإن صلاة آخر الليل مشهودة ، وذلك أفضل أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه ، ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم أوتر من أول الليل ، وأوتر من وسطه ، وأوتر من آخره ، فالأمر واسع ، وقد أوصى عليه الصلاة والسلام أبا الدرداء وأبا هريرة رضي الله عنهما بالوتر أول (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 115) الليل والسر في ذلك - والله أعلم - أنهما كانا يدرسان الحديث ، فربما شق عليهما القيام في آخر الليل ، فأوصاهما بالإيتار قبل النوم ، فالمؤمن يجاهد نفسه في هذا ، والحمد لله ، ليس بفريضة ، إنما هو سنة ، سنة مؤكدة ، وكان يفعله النبي في السفر والحضر عليه الصلاة والسلام ، كان في السفر والحضر يوتر ويتهجد بالليل عليه الصلاة والسلام ، فمن فعل هذا فقد أحسن ، وله أجر عظيم ، ومن ترك ذلك فلا حرج عليه ، لكنه ترك أمرا عظيما وسنة كبيرة