ج : يشرع القنوت في صلاة الفجر للدعاء للمجاهدين في سبيل الله لنصر دين الله عز وجل ، والسلامة من شر مكائد الأعداء بصفة مؤقتة ، لا مستمرة ، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنه كان ربما قنت يدعو لقوم أو يدعو على قوم ، وقد قنت يدعو على قبائل من العرب شهرا (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 237) عليه الصلاة والسلام ، فإذا قنت المسلم لنيل أمر كان قد أضر بالمسلمين يدعو الله أن يكشفه أو نحو ذلك ، هذا أصله مشروع ، لكن يكون مؤقتا كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم ، أما ما يفعله بعض الناس من الاستمرار في القنوت في صلاة الفجر هذا غير مشروع على الصحيح ؛ لما ثبت من حديث سعد بن طارق بن أشيم قال : قلت لأبي : يا أبت ، إنك صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخلف أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، أفكانوا يقنتون الفجر ؟ فقال : أي بني ، محدث هكذا رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي بإسناد صحيح . هذا يدل على أنه ليس من عادة النبي صلى الله عليه وسلم ولا من عادة الخلفاء الراشدين القنوت بصفة مستمرة في الفجر ، وإنما يقنت لعارض حادث يضر المسلمين أو بالدعاء لقوم بالنصر على الأعداء ، ونحو ذلك ، فالدعاء لقوم بالنصر على الأعداء ، والدعاء على الأعداء بالهزيمة ونحو ذلك ، كل هذا لا بأس به بصفة مؤقتة كما فعله النبي عليه الصلاة والسلام .