ج : سجود الشكر هو السجود من أجل نعمة عامة ساقها الله للمسلمين ، أو نعمة خاصة ساقها الله للشخص ، كوجود ولد له وكسلامته من حادث ونحو ذلك ، ولما بلغ الصديق رضي الله عنه مقتل مسيلمة الكذاب خر ساجدا لله سبحانه وتعالى شكرا لله على نعمته بقتل الخبيث عدو الله مسيلمة الكذاب ، فإذا بشر الإنسان بشيء يسره وسجد لله شكرا هذا يقال له : سجود الشكر ، ويقال فيه ما يقال في سجود الصلاة : سبحان ربي الأعلى ، سبحان ربي الأعلى ، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي . يدعو فيه الإنسان مثل سجود الصلاة سواء ، والصحيح لا تشترط له الطهارة بل هو مثل سجود التلاوة الصحيح أنهما لا تشترط لهما الطهارة بل لا مانع من السجود وإن كان على غير طهارة ، فإذا صار يتلو القرآن وليس على طهارة ، ومر بآيات السجدة فإنه (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 464) يشرع له السجود وإن كان على غير طهارة ، وهكذا سجود الشكر ليس له شرط الطهارة ، فيسجد وإن كان على غير طهارة لأنه ليس من جنس الصلاة بل هو ذل لله واستكانة وعبادة له سبحانه من جنس الذكر ومن جنس التسبيح والتهليل ، ومن جنس قراءة القرآن ، فليس له شرط الطهارة ، كما أن القارئ من غير المصحف لا يشترط له الطهارة ، فهكذا الذاكر والمسبح والمهلل والمستغفر يجوز أن يفعل هذا وإن كان على غير طهارة ، هذا هو الصواب ، وبعض أهل العلم قال : لا بد من طهارة كالصلاة ، ولكنه قول مرجوح ليس عليه دليل .