بيان وقت صلاة التهجد_1

فتاوى نور على الدرب

431

س : أرجو إرشادي عن صلاة التهجد ؛ إذ إني أصليها في الحادية عشرة ليلا ، وأتلو فيها القرآن جهرا ، هل لها ميعاد غير ذلك ?

ج : الصلاة في جوف الليل وآخر الليل ، أفضل وإن صلتيها قبل أن تنام فلا بأس ، والصلاة في جوف الليل أفضل ، وفي آخر الليل أفضل وأفضل ، وإن صليتها بعد صلاة العشاء قبل أن تنام ، خوفا ألا تقوم فلا بأس بذلك ، وآخر الليل أفضل لقول النبي صلى الله عليه وسلم : من خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله ، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل ، فإن صلاة آخر الليل مشهودة ، وذلك أفضل رواه (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 46) مسلم في الصحيح ، ولقوله صلى الله عليه وسلم : ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا ، حين يبقى ثلث الليل الآخر ، فيقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له ؟ وفي لفظ آخر يقول جل وعلا : هل من سائل فيعطى سؤله ، هل من مستغفر فيغفر له ، هل من تائب فيتاب عليه هل من مستغفر ، هذا في الثلث الأخير ، هذا أفضل الأوقات للتهجد وللعبادة ، وهذا النزول يليق بالله لا يشابهه نزول المخلوقين ، هذا النزول ثابت في الأحاديث الصحيحة المتواترة ، وهو نزول يليق بالله ، مثل الاستواء ومثل الغضب والرضا ، تليق بالله ، لا يشابه خلقه في استوائه على عرشه ، ولا يشابه خلقه في غضبه ورضاه ، ولا يشابه خلقه في محبته وكلامه ، ونحو ذلك ، وهكذا النزول ، نزول يليق بالله ، لا يعلم كيفيته إلا هو سبحانه وتعالى ، لكنه لا يشابه خلقه في شيء من صفاته ، لقوله سبحانه : ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، ولقوله سبحانه : فلا تضربوا لله الأمثال ، (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 47) ولقوله عز وجل : قل هو الله أحد (1) الله الصمد (2) لم يلد ولم يولد (3) ولم يكن له كفوا أحد ، سبحانه وتعالى هذه قاعدة عند أهل السنة والجماعة ، قاعدة بأن جميع أسماء الرب وصفاته ، كلها تليق به ، وأسماؤه كلها نعوت ، كلها في الصفات : الرحمن الرحيم العليم الحكيم ، السميع البصير ، هي أسماء ، وهي نعوت وصفات كلها تليق بالله ، يجب إثباتها لله إثباتا بريئا من التمثيل ، ويجب أن ينزه الله سبحانه عن مشابهة خلقه ، تنزيها بريئا من التعطيل ، فأهل الحق من أهل السنة والجماعة يثبتون صفات الله وأسماءه ، ويقرونها كما جاءت مع الإيمان بها ، واعتقاد أنها حق على الوجه اللائق به سبحانه ، لا يشابه خلقه في شيء من صفاته جل وعلا ، هذه أقوال أهل الحق ، من أهل السنة والجماعة ، من الصحابة وأتباعهم والتابعين ، وأتباع التابعين ، كمالك والشافعي ، وأحمد ، وأبي حنيفة ، والثوري ، وغيرهم من أئمة الإسلام ، كلهم هذه عقيدتهم تابعين في ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم .






كلمات دليلية:




مصطفى رعد العزاوي