ج : تقوم من الليل حسب التيسير ، إذا يسر الله لك تقوم ، والأفضل في آخر الليل في الثلث الأخير ، وإلا صليت في وسط الليل ، في أول الليل ، كله طيب ، وتصلي ثنتين ثنتين ، ثم تختم بواحدة ، تقرأ فيها الحمد وقل هو الله أحد ، وليس في هذا حد محدود ، صل ما تيسر لك من ثلاث وخمس أو سبع أو تسع أو إحدى عشرة أو ثلاث عشرة ، هذا أكثر ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم ، ثلاث عشرة ، وإن صليت أكثر من ذلك ، عشرين أو أكثر وتوتر بواحدة كله طيب ، المقصود مثلما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : خذوا من العمل ما تطيقون ؛ فإن الله لا يمل حتى تملوا ويقول صلى الله عليه وسلم : أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 44) وإن قل كله طيب بعد صلاة العشاء ، تصلي ركعة واحدة ، وترا بعد الراتبة ، أو تصلي ثلاثا تسلم من ثنتين ، ثم تصلي واحدة وترا أو تصلي خمسا ، وتسلم من كل ثنتين أو تسردها جميعا ، كله لا بأس على حسب التيسير ، لا تتكلف ، فاتق الله ما استطعت ، فهي نافلة ليست واجبة ، والأفضل إذا تيسر لك أن تكون الصلاة في آخر الليل ، في الثلث الأخير ، فهذا الأفضل لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى الثلث الآخر ، فيقول سبحانه : من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له فإذا تيسر لك آخر الليل فهذا أفضل ، ويقول صلى الله عليه وسلم : من خاف ألا يقوم من آخر الليل ، فليوتر أوله ، ومن طمع أن يقوم آخره ، فليوتر آخر الليل ، فإن صلاة آخر الليل مشهودة ، وذلك أفضل ويقول أبو هريرة رضي الله عنه : أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث ، صيام ثلاثة أيام من كل شهر ، وركعتي الضحى ، وأن (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 45) أوتر قبل أن أنام وهكذا أوصى أبا الدرداء ، والسبب - والله أعلم - أنهما كانا يدرسان الحديث أول الليل فيخشيان ألا يقوما من آخر الليل ، فأوصاهما بالقيام والوتر في أول الليل ، أما الذي يطمع في آخر الليل ، ويستطيع فهو أفضل كما تقدم ، وفق الله الجميع .