ج : التهجد من الليل يبدأ إذا فرغ من صلاة العشاء إلى طلوع الفجر ، هذا هو حال التهجد ، ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر ، في الحديث عن ابن حذافة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إن الله أمدكم بصلاة هي خير لكم من حمر النعم ، وهي الوتر فجعلها الله لكم فيما بين العشاء إلى طلوع الفجر فإذا أوتر الإنسان (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 28) في أول الليل أو في وسطه ، أو في آخره فقد فعل السنة ، والأفضل في آخر الليل إذا تيسر ذلك ، فإن لم يتيسر أوتر في أوله قبل أن ينام ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : من خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله ، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل ، فإن صلاة آخر الليل مشهودة ، وذلك أفضل وقالت عائشة رضي الله عنها : من كل الليل قد أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أوتر من أوله ، ومن وسطه ومن آخره ، ثم انتهى وتره إلى السحر عليه الصلاة والسلام يعني في آخر حياته استقر وتره في آخر الليل ، وقال صلى الله عليه وسلم : أحب الصلاة إلى الله صلاة داود ، كان ينام نصف الليل ، ويقوم ثلثه ، وينام سدسه فإذا تهجد في السدس الرابع ، أو السدس الخامس فهذا أفضل ما يكون ، وإن جعل وتره وتهجده كله في الثلث الأخير فذلك (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 29) أفضل كما في حديث جابر ، حيث قال : قال صلى الله عليه وسلم : من خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله ، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل ؛ فإن صلاة آخر الليل مشهودة ، وذلك أفضل وإذا صار تهجده في السدس الرابع ، أو الخامس صار ذلك أفضل ؛ لأنه يوافق صلاة داود ، فيجمع بين آخر الليل في السدس الخامس ، والسدس الرابع في أول النصف الأخير ، وكل ذلك بحمد الله فيه خير عظيم .