ج : الأفضل آخر الليل إذا تيسر ذلك ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : من خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله ، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل ؛ فإن صلاة آخر الليل مشهودة ، وذلك أفضل رواه مسلم في الصحيح ، ويقول صلى الله عليه وسلم في (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 30) الحديث الصحيح : ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ، فيقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له ؟ هذا التنزل الإلهي فرصة عظيمة للدعاء والعبادة للمؤمن ، يدعو ربه ؛ لأنه يقول سبحانه : من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له ؟ فإذا تيسر للمؤمن والمؤمنة أن يكون التهجد في آخر الليل ، في الثلث الأخير كان أفضل ، حتى يوافق هذا النزول الإلهي ، وهذا الجود من الرب والتفضل منه سبحانه وتعالى ، وإذا أوتر في أول الليل كفى ذلك ، وهذا النزول يليق بالله ، لا يشابه خلقه سبحانه وتعالى ، هذا من أحاديث الصفات ، فهو نزول يليق بالله ، لا يعلم كيفيته إلا هو ، كما أن الاستواء يليق بالله ، لا يعلم كيفيته إلا هو سبحانه وتعالى ، كما قال تعالى : الرحمن على العرش استوى ، معناها ارتفع وعلا ، وهو استواء يليق به سبحانه ، لا يشابه الخلق في استوائهم ، وهكذا النزول ؛ نزول إلى سماء الدنيا ، نزول يليق بالله ، لا يعلم كيفيته إلا هو سبحانه وتعالى ، ولا يشابهه الخلق في شيء من صفاته ، لا في النزول ولا في الاستواء ، ولا في (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 31) السمع والبصر ، ولا في الكلام ، ولا في غير ذلك ، قال سبحانه وتعالى : ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، والتهجد أفضل ما يكون بإحدى عشرة ، أو ثلاث عشرة ، هذا أفضل ، كان النبي صلى الله عليه وسلم في الغالب يوتر بإحدى عشرة ، أو بثلاث عشرة ، وربما أوتر بسبع أو خمس أو ثلاث ، وأقل شيء واحدة ، ركعة واحدة بعد صلاة العشاء ، وبعد الراتبة ، وإن أوتر بثلاث كفى ، أو بخمس كفى ، أو بسبع كفى ، ولكن الأفضل إحدى عشرة ، أو ثلاث عشرة ، يسلم من كل ثنتين ، كما كان النبي يفعل عليه الصلاة والسلام ، كان يسلم من كل ثنتين ثم يوتر بواحدة مفردة ، ويقول صلى الله عليه وسلم : صلاة الليل مثنى مثنى يعني ثنتين ثنتين ، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة ، توتر له ما قد صلى يعني يوتر بواحدة النهاية ، ولو صلى أكثر صلى عشرين وأوتر بواحدة أو بثلاث ، أو صلى أربعين وأوتر بواحدة أو بثلاث ، أو صلى أكثر فلا بأس ، كله واسع بحمد الله ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ما حدد عددا معلوما من الركعات ؛ أطلق ، قال : صلاة الليل مثنى مثنى ، ولم يحدد ، فدل على التوسعة والحمد لله ، ولكن أفضل ذلك (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 32) إحدى عشرة أو ثلاث عشرة ؛ تأسيا به صلى الله عليه وسلم ، واقتداء به عليه الصلاة والسلام في رمضان وغيره .