حكم المداومة على القنوت في الفجر

فتاوى نور على الدرب

467

س : يقول السائل : هل من السنة المداومة على القنوت في صلاة الفجر ?

ج : السنة في صلاة الفجر عدم القنوت ، لا ينبغي القنوت ، لم يكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم القنوت في صلاة الفجر ، وإنما كان القنوت في الوتر خاصة في الليل ، لكن يستحب القنوت في النوازل خاصة ، إذا نزل بالمسلمين نازلة ، فإن المسلمين إذا حدثت حادثة دعوا على المتسبب وقنتوا في مساجدهم في المغرب والفجر وغيرهما ، وأجاب الله دعوتهم ، وشتت شمل الأعداء ، وأرغم أنوفهم بحمده وفضله ، فنسأل الله أن يمن على المسلمين بشكر نعمته سبحانه وتعالى ، وأن يوفق المسلمين بالقيام بحقه والثبات على دينه ، والاستقامة على طاعته ، وأن يشتت شمل الظالمين والقضاء على جيوشهم ، وردع الظالم عن ظلمه وتبديد شمله ، فهذا من نعم الله العظيمة التي يسرها للمسلمين ، فالواجب شكرها والثبات على الحق ، والتعاون على البر والتقوى ، والواجب على جميع المسلمين في كل مكان أن يشكروا الله دائما على نعمه العظيمة ، وأن يشكروه سبحانه على نعمة النصر للمظلومين على الظالمين ، فإنها والله نعمة عظيمة يسرها الله جل وعلا على يد الجيوش حتى نفع الله بهم وهزم بهم الظالم وأرغم أنفه ، وأخرجه مقهورا ذليلا ، وفرق جمعه وشتت شمله والحمد لله على ذلك ، ونسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين ، وأن يمن عليهم بالشكر وأن يوفق المسلمين لطاعته (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 234) والاستقامة على دينه ، وشكر الله على إنعامه بفعل ما أمر وترك ما نهى سبحانه وتعالى ، وأن يوفق جميع حكام المسلمين بتحكيم شريعة الله والحكم بها بين المسلمين في جميع الشؤون كما قال الله عز وجل في كتابه العظيم : فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ، ويقول سبحانه في كتابه العظيم : ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ، ويقول جل وعلا : ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ، ويقول : ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون ، ويقول : ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون فالواجب الحكم بشريعة الله ، وعلى جميع الحكومات الإسلامية الحكم بشريعة الله ، وألا يتجاوزوها إلى غيرها ، فلا يجوز الحكم بالأنظمة التي وضعها الرجال ، بل يجب أن يحكم شرع الله في عباد الله ، وفي ذلك السعادة والنجاة في الدنيا (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 235) والآخرة ، وفي ذلك المصلحة العظيمة والعاقبة الحميدة للحكام والشعوب جميعا ، أما الأنظمة التي لا تخالف الشرع فلا بأس ، الأنظمة والقوانين الموافقة لشرع الله فلا بأس يحكم بها لأنها وافقت شرع الله ، أما النظام المخالف لشرع الله فلا يجوز الحكم به ولا التحاكم إليه ، ويجب على المسلمين إقامة الحدود الشرعية على مستحقيها ، وإلزام الناس بأمر الله وردعهم عن محارم الله ، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ، هذا يجب على ولاة الأمور أينما كانوا ، يجب على ولاة أمر المسلمين أن يحكموا شرع الله ، وأن يستقيموا عليه ، وأن يحافظوا عليه ، وأن يلزموا الشعوب به ، وأن يأمروهم بالمعروف وينهوهم عن المنكر ، وبذلك تحصل لهم السعادة في الدنيا والآخرة ، والعاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة ، والفوز بالجنة والنجاة من النار ، ولقد من الله على المسلمين في هذه الأيام القليلة بالنصر المؤزر ، وتظهر بلاد المسلمين من رجس الظالم ، وتحريرها بحمد الله ، فهذه من نعم الله العظيمة ، ومن شكر الله على هذه النعمة الاستقامة على طاعته والمحافظة على دينه ، والتواصي بالحق والصبر عليه ، والتعاون على البر والتقوى ، ونسأل الله أن يجمع المسلمين على ذلك ويصلح قلوبهم وأعمالهم ، وأن يمنحهم الفقه في الدين ، وأن يوفقهم لما يرضيه ولما يقرب لديه ، وأن يصلح (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 236) قادتهم ويوفق حكامهم لكل خير ، كما أسأله سبحانه أن يصلح بلدان المسلمين ، وأن يولي عليهم خيارهم ومن يحكم فيهم بشرع الله . نسأل الله سبحانه وتعالى ، وأن يصلح البقية ، ويهدي البقية لما يرضيه ، وأن يجعل ما أصاب المسلمين منهم طهورا وتكفيرا ، وأن يصلح من ليس بمسلم ، ويهديه إلى الإسلام ، ويرده إلى التوفيق والهدى ، وأن يعيذنا وإياه وجميع المسلمين من كل ما يغضبه ، ومن كل ما يخالف شرعه ، وأن يمن على الجميع بالتوفيق والهداية وصلاح القلوب والأعمال ، إنه جل وعلا جواد كريم وبالإجابة جدير سبحانه وتعالى .






كلمات دليلية:




الطهارة_245