ج : وقت الوتر يبتدئ من حين صلاة العشاء ، يدخل وقت الوتر ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر ، هذا وقت الوتر ، والتهجد ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر ، وإذا أوترت في جوف الليل ، أو في آخر الليل يكون أفضل ، وآخر الليل أفضل ؛ وقت نزول الله في الثلث الأخير ، أو في الوقت الرابع أو الوقت الخامس من الليل ، أي السدس وقت صلاة داود عليه الصلاة والسلام ، يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم : أفضل الصلاة صلاة داود -يعني النبي عليه الصلاة والسلام- إنه كان ينام نصف الليل ، ويقوم ثلثه ، وينام سدسه أو ينام النصف الأول ، ثم يقوم السدس الرابع والخامس يتهجد ، يقوم من الثلث الأوسط نصفه ، ومن الثلث الأخير نصفه ، وإن تهجدت الثلث الأخير فهو وقت عظيم فاضل ، فيه نصفه من الثلث الأخير ، مما كان يصلي فيه داود ، والنصف الثاني من الثلث الأخير الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا ، حين يبقى ثلث الليل الآخر ، ويقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له ؟ الخلاصة أن أفضل ما يكون التهجد (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 180) من مبدأ النصف الأخير إلى نهاية الليل ، يعني السدس الرابع والسدس الخامس والسادس ، يعني النصف الأخير ؛ النصف الثاني ، وإذا أوترت في أول الليل قبل أن تنام ، ويسر الله لك القيام في آخر الليل فصل ما يسر الله لك ، ويكفي الوتر الأول ، وتصلي ما يسر الله لك ركعتين أو أكثر ، تسلم من كل ركعتين ، ولا تعيد الوتر ، يكفي الوتر الأول ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بعد الوتر ركعتين وهو جالس ؛ ليعلم الناس أنه لا حرج في ذلك . الأفضل أن يكون الوتر آخر الليل ، يختم به صلاة الليل ، لكن إذا أوتر في أول الليل أو في وسطه ، ثم يسر الله له القيام في آخر الليل فإنه يتهجد ما يسر الله له ، ويسلم من كل ركعتين ، ولا يعيد الوتر ، يكفي الوتر الأول والحمد لله .