ج : إذا أوتر الإنسان من أول الليل احتياطا هذا حق طيب ، والنبي أوصى أبا الدرداء وأبا هريرة رضي الله عنهما بالإيتار أول الليل قال بعض أهل العلم : إنما أوصاهما بذلك ؛ لأنهما يشتغلان بالعلم في أول الليل ، ويصعب عليهما القيام في آخر الليل ، فإذا أوتر الإنسان من أول الليل ، ثم يسر الله له القيام من آخر الليل فإنه يصلي ما تيسر من الركعات من دون وتر ، يكفي الوتر الأول ؛ لأن النبي عليه السلام قال : لا وتران في ليلة فيصلي ركعتين أو أربع ركعات ، أو ست ركعات فأكثر من دون وتر في آخر الليل ، ولا حرج في ذلك ، ولا بأس بذلك ، وإنما يؤمر بتأخير الوتر في آخر الليل إذا كان لا يوتر في أول الليل ، وإذا تيسر القيام في آخر الليل ، فهذا يوصى بأن يكون وتره في آخر الليل إذا تيسر له ذلك ؛ لأن آخر الليل أفضل ، فإذا يسر الله للعبد أن يوتر في آخر الليل فهذا أفضل ، أما إذا خاف وخشي ألا يقوم من آخر الليل فليأخذ بالحزم ، فيوتر في أول الليل ، وإذا رزقه الله القيام في آخر الليل (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 162) صلى ما تيسر من دون وتر ، كما جاءت به السنة عن الرسول عليه الصلاة والسلام ، فقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بعد الوتر ركعتين ؛ يبين للناس أن الصلاة بعد الوتر جائزة ، ولا حرج فيها .