ج : صلاة الاستخارة مشروعة لمن هم بأمر وأشكل عليه هل هو صالح أم لا ، كأن يعزم على سفر إلى جهة من الجهات ، أو على التزوج من بعض الأسر ، أو نحو ذلك ، ويكون عنده تردد في هل هذا السفر مناسب ، أو هذا الزواج مناسب ، يستخير الله ، يشرع له أن يصلي ركعتين ، ثم بعد صلاة الركعتين يدعو ربه بدعاء الاستخارة ، وهو أن يقول : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر - ويسميه باسمه ، يعين : هذا الزواج من فلانة ، أو هذا السفر إلى مكة ، أو إلى المدينة ، أو إلى كذا ، أو إلى كذا - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا (الجزء رقم : 11، الصفحة رقم: 76) الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني هكذا جاء عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ، هذا الدعاء يقوله الإنسان بعد صلاة الركعتين ، إذا صلاها يدعو بهذا الدعاء ، وإذا رفع يديه حسن؛ لأن رفع اليدين من أسباب الإجابة ، فإذا انشرح صدره بعد ذلك لما عزم عليه فلينفذ ، وإن تردد فليستشر من يرى أنه أهل للاستشارة من أحبابه وأصدقائه ، فإن لم ينشرح صدره فلا مانع من أن يعيد الاستخارة مرة ثانية أو ثالثة حتى ينشرح صدره للفعل أو الترك ، ويشرع له استشارة أهل الخير ، وأهل الصدق وأهل المحبة له ، ومن يعرفهم بالثقة والخبرة والصدق يستشيرهم ، فإذا انشرح صدره للأمر بعد الاستخارة وبعد المشاورة نفذ ما انشرح صدره له ، وإن لم ينشرح الصدر ترك ذلك ولا بأس ، والحمد لله .