س : ما حكم صلاة التسبيح حيث إننا قرأنا في مجلة مدرسية يقول كاتبها باختصار : أيّها القارئ الكريم ، ألق سمعك وأنت شاهد لما قال صلى اللَّه عليه وسلم لعمه وابن عمه جعفر رضي اللَّه عنهما عن (الجزء رقم : 11، الصفحة رقم: 91) عكرمة رضي اللَّه عنه عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال : قال صــلى اللَّه عليه وسلم للعباس بن عبد المطلب : يا عماه ، ألا أعطيك ، ألا أمنحك ، ألا أحبوك ، ألا أفعل بك عشر خصال ؟ إذا أنت فعلت ذلك غفر اللَّه لك ذنبك أوله وآخره ، وقديمه وحديثه ، وخطأه وعمده ، وصغيره وكبيره ، وسره وعلانيته ، عشر خصال : أن تصلي أربع ركعات ، تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة ، فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة فقل وأنت قائم سبحان اللَّه ، والحمد للَّه ، ولا إله إلا اللَّه ، واللَّه أكبر خمس عشرة مرة ، اركع وقل وأنت راكع عشرا ، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقول عشرا ، ثم تهوي ساجدا فتقولها عشرا ، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرا ، ثم تسجد فتقولها عشرا ، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرا فذلك خمس وسبعون في كل ركعة ، تفعل ذلك في كل أربع ركعات ، فإن استطعت أن تفعلها في كل يوم مرة فافعل ، فإن لم تستطع ففي كل جمعة مرة ، فإن لم تستطع ففي كل سنة مرة ، فإن لم تستطع ففي عمرك مرة وقال الكاتب : رواه أبو داود وابن ماجه وابن خزيمة وإبراهيم بن الحكم والطبراني ، وقال : تغفر ذنوبك وإن كانت مثل رمل عالج وعدد زبد البحر . ويقول الكاتب : إذا علمنا صحة هذا (الجزء رقم : 11، الصفحة رقم: 92) الحديث فعلينا عدم تركها بل علينا أن نفعل بها ولو مرة واحدة في العمر . ويقول أيضا الكاتب : وقد فعلت أنا هذه الصلاة عدة مرات ووجدت من الفرج ولذة المناجاة وطمأنينة النفس وانشراح الصدر ما لا أقدر ولا أتمكن من التعبير عنه ، فجرب يا أخي تجد إن شاء اللَّه ما وجدت ، وما عند اللَّه خير وأبقى . نرجو توضيح هذه الصلاة وصحة حديثها وموقف المسلمين منها وقد ضاعت ، علما بأنها بدأت تنتشر بين الأوساط في مجتمعنا في المملكة بفضل هذا الكاتب الذي أحياها وفقه اللَّه ، وشكرا لكم
ج : فهذه الصلاة المنوه عنها في هذا السؤال قد اختلف أهل العلم في صحتها ، في صحة حديثها على قولين ، والأرجح في ذلك أنه غير صحيح ، وأنه موضوع ، وليس صحيحا عن النبي عليه الصلاة والسلام ، هذا هو المعتمد في هذه الصلاة ، وجميع الأحاديث الثابتة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام في بيان صلاة التطوع والحث عليها والترغيب فيها كلها تخالف ما جاء في هذا الحديث ، وتدل على أنه منكر وليس له صحة ، هذا هو المعتمد عند المحققين من أهل العلم ، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يحفظ عنه ولا ليلة واحدة أنه فعلها عليه الصلاة والسلام ، ولم تحفظ أيضا عن بقية الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم ، (الجزء رقم : 11، الصفحة رقم: 93) ولو كان النبي عليه الصلاة والسلام قال هذا لانتشرت هذه الصلاة بين الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم ، ولعرفها الصحابة ورووها ، فالمقصود أن هذه الرواية عند المحققين من أهل العلم غير صحيحة ، وحديثها موضوع كما نبه على ذلك جماعة من أهل العلم .